هل هناك طريقة لجعل الحافلات المدرسية القديمة أكثر رفقاً بالبيئة؟ هذا هو السؤال الذي طرحه جوني كوهين على نفسه في عصر أحد الأيام عندما كان عائداً إلى منزله من المدرسة؛ إذ لاحظ الهيكل المتهالك لحافلة مدرسية قديمة، تساءل جوني وهو آنذاك في الحادية عشرة من عمره، ما إذا كان يستطيع إنتاج حافلة أكثر بساطة، ومحافظة علي البيئة.
الاقتصاد في استهلاك الوقود لم يكن بالتأكيد الموضوع الأكثر جاذبية بين المراهقين من زملاء جوني، ولكن شغف جوني الخاص، حين برزت فكرة في رأسه أثناء سيره إلي المدرسة، وفي صيف صفه السابع أخذ جوني دروس في الديناميكا الهوائية بجامعة "نورث وسترن" الأمريكية، واتضح له أنه الشكل الصندوقي للحافلات المدرسية قد يكون هو سبب المشكلة التي يبحث عن حلها وأدرك أيضا أن الحد من انبعاثات الكربون من حافلة المدرسة يمكن أن يقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبمساعدة شقيقته الكبرى "عزة" وأصدقائه، توصل جوني إلى فكرة ربط دروع وتركيب ألواح بلاستيكية عبارة عن زجاج شفاف يغطي الجزء الأمامي من الحافلة لإعطائها المزيد من الديناميكية الهوائية ولجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة ولإعادة توجيه انسياب الهواء، والحد من السحب الهوائي، والسماح للمركبة لاستخدام كميات أقل من الوقود، وبعد الكثير من الجهد المبذول، وفي عام 2008 أطلق جوني مشروع الدرع الأخضر (Greenshields)،وقال جوني أن مشروعه يركز على الاقتصاد في استهلاك البنزين للمدارس كي يتوفر لها المزيد من الأموال لإنفاقه على التعليم وكذلك للمساعدة في خفض تلوث الهواء من خلال استخدام البنزين بكفاءة أكبر. فاز جوني بمنحة "مشروع الشباب المغامر" التي تبلغ قيمتها ألف دولار من منظمة "أشوكا" العالمية التي تدعم رواد الأعمال المشاركين في مشاريع اجتماعية، واستخدم جوني هذا المال لبناء نفق هوائي لاختبار نماذجه الهوائية الأولية. وفي عام 2010، أدخل الفريق تحسينات على الفكرة وفازوا بمنحة من مؤسسة "بيبسي ريفريش" بقيمة 25 ألف دولار، وتعبيراً عن إعجابه بنجاح منظمة الدرع الأخضر، تبرع جون بنيش، صاحب شركة حافلات في إيلينوي، بحافلة مدرسية للفريق وجنّد مجموعة من طلاب كلية الهندسة في جامعة "نورث وسترن" للمساعدة في تحسين المشروع.
والجيل الرابع من المشروع الذي أنتج بمساعدة من معهد جامعة "نورث وسترن" في سيجال، يبدو مختلفاً بشكل جذري،ـ فبدلا من الدروع، أصبح الفكرة عبارة عن شيء أشبه بقبعة التزلج مثبتة على سطح الحافلة، مما يقلل من التكاليف المادية، وعلي الرغم من أن الحافلات هي الطريقة الأكثر أماناً لذهاب الأطفال من وإلي المدارس، لكنها أيضا تستخدم جالون من الوقود لكل 6 أميال، وخلال اختبار تجريبي أجري في مدينة "جوليت" بولاية إيلينوي، ساهم الدرع البلاستيكي في خفض استهلاك الوقود بنسبة 28 %، وبما أنه هناك 480 ألف حافلة مدرسية، تنقل أكثر من 26 مليون طفل من وإلي المدارس كما أن المدارس تنفق حوالي 6500 دولار لوقود الديزل للحافلة الواحدة فإن عملية نقل الطلاب بالحافلات تتكلف أكثر من 3 مليارات دولار سنوياً، واستناداً إلى بعض التقديرات وبحسبة بسيطة، يمكن لهذا التخفيض أن يوفر للمدارس مبلغاً تزيد قيمته عن 600 مليون دولار سنوياً
وسوف يمثل "جوني" ولاية إيلينوي في مسابقة "روح الجماعة العاقلة" (The Prudential Spirit of Community Awards) لعام 2012، حيث يقدِّر هذا البرنامج القومي الأعمال المتميزة للمتطوعين الشباب، وقال جوني في حديث أدلى به "إن هدفي هو تقديم هذه التكنولوجيا إلى جميع المدارس داخل الأحياء في الولايات المتحدة، ولكني أتمنى أيضاً بأن ألهم الأولاد بأن أي فكرة لديهم يمكن أن تتحول إلي حقيقة إذا هم سعوا إلى تجسيدها"، فيما قالت عزة "جوني كان دائماً المخترع، حيث أنه أخترع جهاز لوضع الجبن على الهمبورجر، كما أنني قلت لجوني في غرفته عندما ولدت الفكرة بأنه يمكن أن يحدث ثورة في عالم الحافلات المدرسية".
وطبقاً للوكالة الأمريكية لحماية البيئة، فإن مسألة انبعاثات الحافلة المدرسية هي مسألة ملحة، حيث أن عادم الديزل الخارج من الحافلات المدرسية يحتوي على ملوثات تسهم في تشكيل طبقة الأوزون، والمطر الحمضي وتغير المناخ العالمي. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للجسيمات الدقيقة من محركات الديزل أن تسبب تلفاً رئوياً، وخاصة في الأطفال، كما أن الوكالة أطلقت حملة وطنية لخفض تلوث الهواء عن طريق الحملات، لكن لم يقدم منتج أو برنامج موجود من شأنه أن يقلل من انبعاثات تماما مثل مشروع جوني.
الرئيسية 
موضوع: طالب أمريكي .. يخترع طريقة لتوفير الوقود 
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 11:06 pm
