إلى حمية غذائية ناجحة

حلول قد تفيد … إلى حمية غذائية ناجحة
 
 هل اتبعت حمية واحدة أو أكثر? وكم كان عددها? ان الاجابة على هذا السؤال تكشف الكثير, لأنه لو كانت واحدة من هذه الحميات قد نجحت ما كان لك ان تنفق المال على اكثر من واحدة فضلا عن الخطط والكتب والبرامج والمكملات الغذائية والحبوب.
تفيد التقارير الاحصائية لعام (2011) ان الاميركيين انفقوا منذ العام (1979) وحتى 2011 ما يزيد على 60 مليار دولار على الحميات, والريجيم, ومنتجات انقاص الوزن, وان هناك (35.7%) من البالغين و (16.9%) من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين (2 – 19 عاما) من البدناء, وان اعداد الاشخاص من زائدي الوزن قد زادت عن اي وقت مضى, إذن الحمية لا تؤدي الغرض منها!
وحتى قبل ان يشرع المرء في التفكير في اتباع حمية معينة, يتأثر بذلك من ناحية زيادة التهام الطعام قائلا لنفسه:
حسنا دعني ألتهم هذا الكعك الان لأنني (غدا, او الاسبوع القادم او الشهر القادم او حتى العام القادم) سوف ألتزم بحمية معينة, فلا بأس من الافراط في تناول الطعام حتى يحين موعد الحمية والذي قد لا يأتي ابداً.
كيف اذن نقع في فخ الحمية الغذائية? هنا دعونا نفترض ان كل الحميات تنجح وتؤدي الغرض منها, فالمشكلة ان الناس يهجرونها لان ذلك السلوك يختلف عما ساروا على منواله طول حياتهم, والناس دائما يتمردون على الضوابط الخارجية ويصيبهم الشعور بالسأم والملل من الحمية, ويأكلون كل الاصناف التي حرموا منها.
مع زيادة وزنهم مرة اخرى, وبسبب القيود المفروضة على التغذية يتباطأ التمثيل الغذائي لديهم, لان الجسم يعتقد انه يعاني من المجاعة, فتتحرك آليات التنبية بأن الجسم معرض للمناعة, ومن ثم يحاول الجسم تخزين كل سعر حراري والنتيجة هي زيادة الوزن كإجراء انتقامي – بشكل اسرع مما سبق.
وقد افاد 95% من الذين يتبعون حمية غذائية بأنهم يستعيدون الوزن الذي فقدوه خلال عام الى خمسة اعوام, وينتقدون انفسهم ويوجهون لها اللوم على عدم تحليهم بقوة الارادة حتى يصبروا ويثابروا متبعين الحمية للنهاية, وتكرار هذا الفشل يؤثر على احترامهم لانفسهم وتقديرهم لذواتهم, بل ويصابون بالاكتئاب, وينتابهم شعور بالانسحاب والقلق بسبب أنماط غذائهم ويؤثر على كل مجالات حياتهم وكذلك حياة عائلاتهم ايضا.
أسباب فشل الحمية
1 – ان الحمية هي شكل من اشكال السيطرة الخارجية التي تفصل الشخص عن شهيته فيفقد الرغبة في معرفة متى يكون جائعا وحتى يشبع?
2 – اتباع الحمية يغير التمثيل الغذائي ما يؤدي الى زيادة الوزن بعد ذلك.
3 – “الممنوع مرغوب” اي تقييد يؤدي الى الشراهة في تناول الطعام.
4 – احيانا تتجلى المشكلة في العواطف والمشاعر, والصدمات والمواقف المختلفة التي قد تكون هي المشكلة الحقيقية ويكون الاكل او الحمية قناعاً يخفي وراءه السلوك.
5 – الحمية تؤثر في تفكير الشخص وفي احترامه لذاته.
6 – قد تصبح الحمية هاجساً, ويكون التفكير المفرط في الحميات والطعام والوزن وصورة الجسم والتمرينات وكلها خصائص للاضطرابات الغذائية.
7 – احياناً قد يكون هناك ادمان للسكريات او للطعام.
حلول قد تفيد
يتمثل مفتاح المسألة في الوعي, لانك لن تتمكن من تغيير شيء ما لم تكن واعياً بأسباب عدم نجاح الحمية, وانت بحاجة لمعرفة كيف تعيد الاتصال مع ذاتك الداخلية ومن ثم ستكون على صلة مع شهيتك.
وحتى تعيد اتصالك مع شهيتك عليك ان تقيس “مستوى جوعك” وعندما تتوجه للطعام وانت غير جائع فإن هذا يعتبر مؤشر الخطر ونظام الانذار الخاص بك, لذلك انتبه, ما الذي تحتاجه? وتناول الطعام عندما تكون جائعا بالفعل, وتوقف عن الاكل عندما تشبع, ويمكن ان يكون لديك مزيد من الطعام عندما تجوع ثانية.
تخلص من المشاعر التي تجعلك تستخدم الطعام لاسباب خارج الجوع والشهية, لان شهيتك هي آلية (ميكانيزم) داخلي, فاذا كان لديك مشاعر بلا حل او صدمة تمنعك من التحقق من مشاعرك, يمكنه البحث عن المساعدة المهنية لكي تحل مشكلاتك النفسية, فمشاعرنا لها مبرر من وجودها لمساعدتنا في معرفة ماذا ينجح معنا وما الذي لا ينجح, فنحن نتعلم من التجارب المصاحبة لمشاعرنا.
عندما يزداد وعيك الذاتي بنفسك ستلاحظ تأثير بعض الاطعمة على جسمك وعقلك, وعواطفك, كثير من الناس يجدون صلة بين استهلاك السكر وبين التشوق للطعام, قد تلاحظ انك تجد وقتا صعبا في التحكم في مقدار طعامك بعد تناولك السكر, وحالما توصلت الى هذه العلاقة يمكن ان تفكر فيها وتقرر هل تحتاج قطعة حلوى الآن?
اذا عرفت انك اذا أكلتها ستكون متعبا او مكتئباً, أو لديك تشوق لتناول المزيد منها, وقد تقرر ألا تأكلها الآن, فإن الافكار ستمر وفي النهاية ستفكر في الامر وسيكون ذلك طريقة للحياة.

تسلم ع المجهودات  دائما

يعطيك العافية