إقناع فتاة بعدم الانتحار لتحرش والدها بها جنسياً
عبير الرجباني- سبق- الرياض: في مداخلة له في برنامج "حراك"، أمس الجمعة، أكد الشيخ المستشار الأسري مازن الفريح أن الأسرة هي خط الدفاع الأول لكل مجتمع يريد الاستقرار.
وقال: إن العنف الأسري من أخطر الجرائم، وهو أول جريمة وقعت في الأرض، كما أخبرنا الله في كتابه من قتل ابن آدم لأخيه، وما قصه الله في قصة يوسف مع إخوته، وما مارسوه عليه من عنف.
وأشار "الفريح" إلى ارتفاع معدلات العنف الأسري بالمجتمع، مؤكداً أنه يعمل في مجال الاستشارات الأسرية منذ عشرين سنة، ولم يمر عليه يوم إلا وقد أتته قضية عنف أسري.
وقال "الفريح" إنه في اليوم نفسه يحاول إقناع فتاة بعدم الانتحار، بسبب أن والدها يتحرش بها جنسياً، ولا تستطيع أن تشتكيه.
وأوضح "الفريح" أن هناك جهات مختصة تنصف النساء المظلومات، مطالباً بتطبيق النظام الجديد بشكل كامل، وأن يقوم الإعلام بواجبه في توعية الناس، وتبيين مخاطر العنف الأسري.
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "حراك" الذي يقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم بقناة "فور شباب"، واستضاف في حلقته كلاً من الدكتور خالد الحليبي الأكاديمي المهتم بقضايا الأسرة، والشيخ مازن الفريح، وعدد من المطلقات والمعنفات.
واعتبر الدكتور خالد الحليبي، المهتم بقضايا الأسرة، أنه من الواجب إنصاف المطلقات والمعنفات والوقوف معهن وتبني قضاياهن، مؤكداً أن كثيراً منهن أصبحن محرومات من أقل حقوقهن، وقال الحليبي: إن مقاضاة المرأة لطليقها من أجل نفقة الأطفال يأخذ وقتاً طويلاً جداً، وقد لا يعطيها ريالاً واحداً.
وطالب بضرورة أخذ المال من حساب الزوج شهرياً، وقال: في الكويت سنوا قانوناً متميزاً، وهو أن حق الأطفال يؤخذ من حساب المطلق عند أول صدور للراتب.
وأوضح "الحليبي" أن من أبشع صور الظلم المجتمعية ظاهرة عضل النساء عن زواج الكفء، وأضاف: المعضولة تحرم من أن تسعد في حياتها، ومن أن تكون أماً، ومن أن تكون ملكة في بيتها، وأكد أن جمعية حقوق الإنسان استطاعت استصدار قانون تصل عقوبة العاضل فيه إلى 15 سنة.
ولفت إلى أن إهمال تربية الأبناء من أبرز المشاكل التي يواجهها المجتمع، مضيفاً: أكثر من ثلاثين ألف حالة طلاق لعوائل سعودية تمت السنة الماضية فقط، مع ما يترتب على ذلك من إهمال في التربية، مشيراً إلى أن أكثر من 60% من الموقفين في دور الإيواء هم من أبناء المطلقين.
وقال "الحليبي" علينا بتنبني قضايا المعنفات ونصرة قضاياهن، وأقول لها يا أختي بقاؤك معنفة خطأ آخر ترتكبينه في حق نفسك، يجب أن تجدي حلاً من كبار الأسرة، فإن لم تستطيعي فاستعيني بالجهات المختصة.
ومن جهة أخرى اعتبرت الإعلامية هيفاء خالد أن السبب الرئيس لانتشار العنف الأسري هو عدم وجود نظام أحوال شخصية يضمن الحقوق، ويُعرِّف الزوجين بما لهما وما عليهما.
وقالت في مداخلتها الهاتفية إنهم مع مجموعة من المتخصصين صاغوا نظاماً للأحوال الشخصية ورفعوه إلى هيئة الخبراء بمجلس الوزارء، إلا أن هيئة الخبراء لم تقرر شيئاً حتى الآن.
وأشارت "هيفاء" إلى ارتفاع معدلات الطلاق بشكل غير مسبوق، حتى أصبح في كل بيت أسرة كبيرة امرأة مطلقة، ولفتت إلى أن المرأة المطلقة أكثر امرأة معنفة في المجتمع.
وقالت هيفاء: إن العنف ليس هو الضرب فقط، بل العنف يشمل حتى الإيذاء اللفظي والنفسي.
وفي مداخلة هاتفية أكدت مطلقة تسمى "نجوى"، وهي إحدى المطلقات المعنفات، أنها عانت على مدى سنوات طويلة بسبب عنف زوجها، وعندما طلقها ترك لها أبناءها دون مصاريف، فاضطرت للسكنى بجانب إخوانها الذين مارسوا عليها التعنيف أيضاً، وأضافت قائلة: كانوا يربطونني بالحبل بالبيت.
وأوضحت أنها استطاعت التغلب على كثير من ظروفها، مضيفة: ارحموا المطلقة ولا تحاسبوها بسبب لقب لا ذنب لها فيه.