إمبراطورية ( سامسونج) العالمية

سامسونج .. ملحمة كورية من النجاح.... منذ ما يزيد على 70 عاماً افتتحت شركة صغيرة بإحدى المدن الكورية لبيع الأرز والسكر ومنتجات البقالة كان اسمها (سامسونج)، والآن تحولت إلي إمبراطورية ضخمة يعمل بها ما يربو على 344 ألف شخص، وأرباح بلغت 220 مليار دولار في عام 2010 فقط، وهو ما يبلغ ضعف الدخل القومي لدول عربية كاملة كقطر والعراق والكويت.

النجوم الثلاثة :

في عام 1938 قام الكوري "بيونج شول لي" بإنشاء شركة صغيرة للتجارة في الأرز والسكر ومنتجات البقالة، بالإضافة إلى إنتاج المكرونة الشعرية noodles. وأطلق علي شركته اسم "سامسونج" والتي تعني باللغة الكورية (النجوم الثلاثة). وقصد "بيونج شول" بهذه النجوم المبادئ الثلاثة التي أسس عليها شركته وهى: أن تكون قوية، وأن تكون كبيرة، وأن تبقى إلى الأبد.

بلغ عدد موظفي الشركة عند إنشائها 40 موظفاً فقط. لكن الرؤية والأسس التي أرادها "بيونج شول" لشركته جعلته يتوسع في العديد من القطاعات الأخرى. في أواخر ستينات القرن العشرين دخلت "سامسونج" بقوة عالم صناعة الإلكترونيات وأنتجت أول منتجاتها الإلكترونية وهي جهاز تليفزيون غير ملون. في عام 1980 اقتحمت "سامسونج" عالم الاتصالات لتصبح إحدى الشركات الرائدة في صناعة الهواتف وأجهزة الفاكس في ذلك الوقت، ثم أجهزة الهاتف النقال فيما بعد.

توسعت بعد ذلك الشركة الكورية في استثماراتها خارج حدود كوريا الجنوبية لتقيم عدة مصانع في البرتغال، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية. بالطبع بعد كل هذا بدأت "سامسونج" في الريادة والتفوق في العديد من القطاعات؛ ففي عام 1992 أصبحت الشركة الأولي عالمياً في صناعة شرائح الذاكرة، والشركة الثانية في العالم في صناعة الشرائح الإلكترونية.

وفي عام 1995 قامت الشركة بتصنيع شاشة الكريستال السائل (LCD) لتصبح بعد 10 سنوات من ذلك التاريخ أكبر مصنع لشاشات الكريستال السائل (LCD) في العلم كله. في الربع الأول من عام 2011 قامت (سامسونج) بسحب الصدارة في صناعة الهواتف الذكية من غريمتها الأمريكية (أبل) لتصبح أكبر منتج للهواتف الذكية عالمياً. وقد أنتجت (سامسونج) وحدها ما يربو على 800 مليون هاتف نقال حتى الآن.

سر الريادة .. البحث والتطوير:

إن سر ريادة "سامسونج" بجانب العزم والإصرار الملحمي هو الاهتمام بالبحث والتطوير ورصد ميزانية ضخمة لهما. حيث يبلغ عدد الباحثين العاملين بالشركة 50 ألف باحث، وهذا الرقم مساوي لعدد الباحثين الموجودين في مصر في شتى المجالات وأربعة أضعاف عدد الباحثين بالمملكة العربية السعودية. فالبحث هو سبيل التطوير والتقدم وتحقيق المعجزات. والاهتمام بالبحث والتطوير هي رؤية مستقبلية لغد أفضل كما أنها السبيل لعائد مادي أكبر علي المدى الطويل.

إمبراطورية ( سامسونج) العالمية:

إن "سامسونج" لا تتمثل فقط في صناعة الإلكترونيات والأجهزة الكهربية فهذا الكيان الضخم واحد من 80 شركة عملاقة في كافة المجالات داخل نطاق إمبراطورية "سامسونج". فاستثمارات "سامسونج" حاضرة في مجالات الإلكترونيات، الإنشاء والتعمير، وبناء السفن، والخدمات المالية، وصناعة السيارات، والخدمات الطبية، ومجالات أخرى عديدة.

هناك "سامسونج للإلكترونيات" أكبر شركة في العالم بقطاع تكنولوجيا المعلومات وفقاً لأرباحها عام 2011. وهناك "سامسونج للصناعات الثقيلة" ثاني أكبر شركة عالمية في بناء وتصنيع السفن وفقاً لأرباحها عام 2010، و"سامسونج الهندسية" و"سامسونج C&T" وهما الشركتان رقم 35 و 72 علي الترتيب في مجال الإنشاء والتعمير، وقد شاركت إحدى هاتين الشركتين في بناء (برج خليفة) بدبي أعلي ناطحة سحاب في العالم.

كذلك يوجد "سامسونج للسيارات" والتي استحوذت شركة (رينو) الفرنسية على 70% من أسهمها مؤخراً، و"سامسونج للتأمين على الحياة" وهي الشركة رقم 14 عالمياً في مجال التأمين ، و"تشيل العالمية" وهي وكالة إعلان تابعة لإمبراطورية "سامسونج" وتعد الوكالة رقم 19 بقائمة أكبر وكالات الإعلان العالمية من حيث الأرباح لعام 2010. بالإضافة إلى العديد والعديد من الكيانات صاحبة الريادة التي تندمج جميعها تحت لواء الإمبراطورية الكورية الجنوبية "سامسونج".

سر النجاح:

إن سر نجاح شركة صغيرة أنشأت لبيع الأرز والسكر وتحولها إلى القوة الاقتصادية رقم 35 على مستوى العالم في غضون 70 عاماً فقط؛ هو أن مؤسسها "بيونج شول لي" وضع نجومه الثلاثة نصب عينيه، وأراد أن يمسكها بيديه، فصار كبيراً وقوياً وبقي اسمه إلى الأبد. أبحث عن نجومك الثلاث وأحرص على أن تمسكها بيديك، ومهما كانت بعيدة وعالية فلا تقنع بما دون النجوم.