في هذا الدرس سوف استخدم رسم توضيحي لكــــره بيضاء على بــطــــاقة بيــــضاء ليتضح لنا تصريف و اتجاه الضوء في كـــل حاله مـن الحالات التي سوف تذكر وسترافقنا على مدار الأربع أجـــزاء ، و هـنــاك أعمـــال توضيحيه جمعـــتها من الانترنت للتوضيح فقط عن الأساليب التي تذكر.
هنا نتصور عصر يوم مشمس، إن المصدر الرئيسي للضوء هي الشمس، بينما الســـماء الـزرقاء هـي المصـدر ثاني من الضوء بخصائصـــها المختلفة جداً عــن الشـمــس، بعـــض الضـــوء ينعكس أيضاً بين القاعدة البيضاء والكرة و التشكل المصــــدر الثالث للضوء.
إن الضوء اللامع يأتي من الشمسِ و ينبعث كضـــوء أبيـــض مــن نقـطـة بــث صغيرة ، وهذا الذي يسبب حجم الظلال و حدتها ، والمصدر الثاني وهي السماء الزرقاء وتعتبر هي المصدر الأكــبر وتـــوجد لـهــا ظــلال نـــاعمةُ جـــداً (التي في أي حال من الأحوال تختفي بالكامل بالضوء المبـاشـــرِ مـــن الشــمــسِ)، ســـأَدخل بتفـصــيل أكــثر لاحـقــاً حول مصادرِ الضوء و أحجام الظلال فيها ، ولكن الآن فقط تذكر أن أصغر مصدر للضوء، ينتج عنه أكبر حجم للظلال.
الانبعاث الخفيفة من السماء الزرقاء ينتج عنها لون قوي جـــداً مــــا قــد يـــؤثــر على كل شيء في هذا المشهد ، تلاحظ أن الظلال في هذه الكرة زرقاء لأنها منارة من السمـــــاء الزرقاء حيث أن حجم الـكــرة تحمــيها مـــن الضــــوء الأبيض للشمسِ الساطعة ، وأجزاء الكرة التي لَيست فـــي ضــــوء الشـمـــس الـمــبــاشــرِ تكون أيضا زرقاء اللون لأنها مضاءة بواسطة السـمــاء الزرقاء.
وأخيراً الضوء المنعكس بين البطاقة والكــرة أيـضــــاً بــالـــدرجـــة الأولــى أزرق الـلون ( بالرغم من أن البطاقة والكرة أبيضان اللون ) لأن نـــور الســـمـاء الـزرقــاء تعـكــس بـالأجسام البيضاء ، وإن السطوح المتقاربة تستلم كمية أكبر من هذا الضوء المنعكس بنسبة للسطوح أو المناطق المنـفـصــلـــة أو المتــبـاعــدة ، لـــذا الجزء السفلي للكرة أخف ظلمة و أكــثر نـــورا بنـســبة لـمـركـــزِ الكـــرة لأنه أقــرب للبــطاقة البـيـضاء مـــن المركز
أن المنطقة المظلمة في المــثال المــوضـــح تـكـــون منطقة الـظـــل الشديد و المحدد بين ضوء الشمس و ظــل الكرة في الجانب الآخر و تسمى : المنطقة المعتمة أو المنتهية ، وهــذه المنـطـقـة تكــون مظلـمة بشكل كبير لعدم استقبالها لضوء الشمس و لحجب الكرة بشكل تقـــريبي لضوء السمـــاء و الضوء المنعكس مــن السطـــوح ، ولـكــن في النهاية الأخرى لهذه المنقطة والتي تكون على الجانب المظلل من الـــكره اخـــف ظلمـة مـــن المقــابل لضوء الشمس لاستقباله جزء من ضوء السماء الأزرق و الضـــوء المنـعـــكس مـــن السـطـــوح المجـــاور لــــه.
لماذا تكون المنطقة المعتمة هي الأظلم على الكرة ؟
جــزئــياً بســبب تــأثيرِ التبـــاين ، المنطقة المتجاورة مـــع المنطقة التي تتعـرض لإضـــاءة الشمس الـلامعة القوية دائما يجعلها تبــدو مظــلـمة أكــثــر، لكـنـهـا أيضاً تستلم أقل ضوء منعكس الذي يعكس بالبطاقة البيضاء ، لذا على خلاف بقية الكــــرة، التي تستلم نـــوراً أمــا مــن الشــمــس الســاطـعــة أَو الضــــوء المنـعكس مـن البطاقة البيضاء ، فهذه المنطقة مصدرها الرئيسي للإضاءة هي السماء الزرقاء ، وهو ضوء للمنطقة الوسطى بين الضوء الرئيسيَ ( الشمس ) وضوء التعبــئة ( الضوء المنعكس من البطاقة ).
لماذا ضوء السماء أزرق ؟
الضــوء المــرئي يتكــون مــن جـزيئات صــغيرة جداً تدعى الفـوتونات ( Photons )، هذه الجزيئات لها أطوال موجة مختــلفة تَعــتـمد على لــونها ، يشــتمل الضـــوء الأزرق على الجــزيــئــات بــأطوالِ الموجة قصيرة بيمنا الضوء الأحمر ينــتج مــن الجــزيــئـات بــأطوالِ المــوجة طـــويلة.
الضـــوء الأبيـــض من الشمسِ يتكون من الطيف مســـتمر مـــن الألوانِ تشــكـل ألــوانِ قــوس قزحِ ( مرتبه على حسب الأطــول من حيث لــلأطـــوال المــوجة لــلــون : الأحـمــر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي ) ، هو خليطُ لينتج الضـــوء الأبيض .
على أي حــال الســـماء تصـــبح زرقـــاء لأن مجــمــوعات الإضاءة المنبعثة من الشمس تتصادم بالغلاف الجوي للأرض وهو يفصل و يحجب و يــفرق و يعــكس الأطياف التي لـهــا أطــــوال مـوجة قصيرة واغلب هذه المتفرقات تكون للطيف أو الفــوتــونــات الــــزرقاء فتصبح زرقاء لكثرة موجاته و انتشارها.
وعند المغيب مثـلا تصــبح الســـماء حـمــراء لأن الأطياف الحـمــراء ذات طـــول مـــوجة طــويلة يمكنها اختراق الغلاف الجـــوي ، وفــي المســـاء تـقــل الانـعـكاسات أو المتفرقان في غلاف الجوي لميلان الأشعة الشمسية ما يسمح للموجات الأطــــول من العبور و البروز بكميات أكثر و اغلبها تكون الحمراء.
إن تأثير الفوتونات الزرقــاء المنتشرة بـِكــل الاتجــاهـــات تجعل الجو يتوهج فـي الحقيقة بالضوء الأزرقِ ، هذا الضوء الأزرقِ قوي بما فيه الكفاية لإنارة المناطق التي ليـسـت مـتـعــرضة لضــوء الشمس المــبــاشــر، لـهــذا السبـب تـــلاحظ الظـــلال بـلــون الأزرق في الأماكن المفتوحة عندما تكون السماء زرقـــــاء.
يعــتـمــد دائـمــا الضــوء المـنـعــكس على لــون السطح العاكس له ، لأنه يحمل ألون السطح العاكس له ، وان كان هــذا السطح ابيض فهو يعكس كل القيم الطيفية للضوء مما ينـــتج اللـــون الأبيـض للـضــوء المنعكس ، وعند استخدام سطح اسود يمتص جميع الألوان ولا يكـــون هنــاك انعـكـــاس للضـوء ، مثلا عندما يعكس ضوء ابيض باستخدام سطح أحمر يمـــتص السطـــح كــل القــيم الـلــونـية للطيف إلا الأحمر حيث يعكس اللون الأحمر مع الإنارة المعكوسة و تكون حمراء تـمــامـــا.
يتواجد انعكاس للضوء على الجدار بأثير لون الخشب العاكس للضوء
البطن الخلفي لهذه النحلة لونت بقوة بالضوءِ الأحمر المعكوس من الزهرة.
تنقل الضوء بين الألواح الخشبية مما يركز اللون في هذه الإضاءة ولكن مع هذا التركز تقل شدة هذه الإضاءة و هناك جزء من الإنارة يكون قد تغلغل بداخل السطح و خرج بنفس اللون و بقوه اقل لمعان
( بهذه التقنية تستخدم العاكسات في التصوير الضوئي – Reflectors )
فــي اغـلــب الأحــيـان يكون هناك اختيار بين تــدرج الضــوء الســـاقط أو المنبعث و الظــل النـاتـــج عنه و هـذا ما يميز المشــاهـــد و ينشأ لها بعــض التـفــاسـيــر الشخصية للمصــور ، وفــي الحالات الطبيعية بين الظل و الضوء تكون القيم متــوازية أو ذات تــدرج رمـــادي المتــوســط للعـمــل أو المشهد وهذا ما يوجد في الحالة الطبيعية حولنا، وعلى كل حال هـنـاك بـعــض الأمــور التي قــد تنتج مـن الطبيعة نفسها وقد تأثر على الضوء أو حتى الظلام على حد سواء على حسب الظاهــرة المتــواجـــدة ، و مـنـهــا الضـبــاب مثلا أو الثـلـوج وفي الجانب الأخر المساء و الظلام في الليل ، وقد يستخدم الفنـان هــذه القيم التي يــا تــرفع نســـــب قوة الإضاءة ( مثال الثلج و الضباب ) أو تقلل نسبها بشكل ملحوظ و كبير مثل ( الظلام و الليل ) وهــي قــد تضيف بعـض التــأثــيرات الخــاصـة على العمل التصـويــري.
يسيطر على هــذا الـنــوع مــن التصــويــر الـلــون الأبيض أو القيم الـعـالـيـة للإنــارة المستخدمة و المتناغمة مع الحجم المطــلــوب للـعــمـل ، وهــي أعمــال مـتــوهـجــه و ذات نهــايـات ضوئية قويه بشكل ملحوظ ، في الإضاءة الطبيعية من الممــكن أن نحــصـل على هــذا النـظام فـي منــاطـق التي يتواجد فيها الضباب أو الثلوج ، حيث انعكاسات الضوء تكون قــويــه و منـتــشــرة ، و فــي الجــانــب الآخــر مـن قوة انتشار هذه الإضاءة في الأوضاع المذكور تأثيرها يخفي جميع الظـــلال الســاقــطة لأن جـمـيــع المـناطق تكتسب الضوء من الانعكاسات ، وفي هذا النوع من التصوير يكون في الغالب ذو صـفــات نـــاعمة ( لـيــس بــالــضرورة ) وذو تـفــاصــيل قــلـيـلــه جــدا.
عمل بسيط جدا بلوح زجاجي موحد اللون يحتوي على الأبيض و قليل من الرمادي و الأسود لتشكل الفقاقيع و أبرازها من خلف الزجاج و الإضاءة شديدة
الأعمــال التــي تحــتـــوي على هـــذا الـنظــام تـكـون ذات إضاءة طبيعيه في الغالب و خفيفة جدا ، حيث كون هناك نسب تباين عاليه و أناره قليله و لكن قويه بتواجدها للـتباين ، فــي الغـالــب يسـتـعـمــل هذا النظام لخلق عمل ذو مزاج متقلب يثير الغموض حوله ، في الحــالات الطبيعية يـمــكـن الحــصــول على هــذا الـتـأثــير بشــكـل بديهي في الأوقات الليلية و أيضــا مــن الممكن الحصول عليه في العواصف و المــداخل المظلمة و المنـاطـق المغــطــاة الـــداخلية.
ما يؤكد مأساة هذه الصورة هي الإضاءة المنخفضة
أكـثــر مصــادرِ الضــوء التي نصادفها في الحــالات اليومية تكــون ذات فـــرق لوني واضح ، على أية حال دماغنا يمتاز بقدرة في الترشيح هذه الألوان ، طالما هناك خليط من الأساسيات الثلاثــة فــي الضـــوء ، دمــاغـنا يترجمها دائما للون الأبيض ، حتى تحت الإضاءة بلون قوي جداً يمتلك القــدرة لتــرشــيح المعــلومـــات المستلمة مــن الـعـين ونفهم الألوان لـكــي نــدركـهــم ونقــيـم مـخــرجــاتــهــم الحسـيــه لــنــا.
أســلــم و أشــهــر طــريــقه لحل هذه المشكلة هو استعمال آلات التصوير الرقمية المصاحبة مع ميزان اللوني للإضاءة ، و يمـكــن تـغـيــرهــا لضوء السماء ( Skylight )، حيث أن هذا تغيير سوف يجعل الآلة تأخذ الأعمال بالألوان الحقيقة المــوجــودة فــي مــوقع التصــوير إذا كــانت الإضــاءة الطبيعية.
اعــرض علـيــكم مـثــال تصــويــري صــور بنــور نــافــذة غـيــر مسلــط بشــكل مـبــاشر و كــانت السمــاء تحتوي على بعض الغيــــــوم:
وفــي اللـقــطــة الأخــرى أغـلـقــت النافذة و استعملت إنارة البيت العادية ( 60 watt ) كمـصــدر للإضــــاءة الـرئيسية وهــذا هــو الـنــاتــــج
مــن الممــكـــن أن تـكــون هنـالــك حــالــة مــن الاستغــــراب لــوجــود هذا اللون البرتقالي المصفر القوي لإنارة التنقستن (Tungsten Lighting ) فـــي العـــمــل ، ولــكــن في العين البــشريــة دائـــما ما يقوم العقل البشري بترجمة و توازي الألوان المختلة للإضـــاءة السـاقــطـة للعــين وهــذا مـــا لا تفـعــلــه آلات التصــويــر وتــــظــهر الألـــوان الحـقـيـقية فيها.
يمـكنك أن تـــرى هــذا الـلـون بعينك المـجــردة بطــريقه سـهــله وهي النظر ليلا وأنت في خارج المنزل إلى نوافذ المنزل مـن خلال زجاجيها ســوف تـــرى الإنـــارة المضـــاءة (Tungsten Lighting ) بـرتقالية مصفرة لامعه هنا ، لأنك لست تـحــت الإنـــارة بشكل مبــاشر وهذا مــــا يجــعـــلك تميز اللون الصـــادر عنها و لا يـتــرجمــهــا الـعــقـل للأبيض لــوجــوده فــي مـــوقـــع آخـــــر.
تــوجـــد حــالات كثيرة لتمييز لـــون الإضــــاءة الســاقـطة أو المتوافرة مثلا عند وقوفك في مكان تحت ظل مفتوح بحجم مناسب ستجد أن الإضــاءة طبيعيه جـــدا و الســـمـــاء زرقاء ولكن اخرج من هذه الظلال وانظر إلى الموقع الظل ستجده ازرق بشكل ملاحظ ، وهذا هو لون الإنارة المنعكسة مـــن السماء عـلــى الظـــل مــن الأســـاس ، و غيرهــــا الكثير مثلا أضــواء الشوارع وقـــت الضباب تكون صفراء قـــويه و الأضــــواء الــوهـــاجة الـقوية تكون خضراء في اغلب الأحيان وغيــرهــــا الكثــــيـــــر.
فــي السـابـــق عنـدمــا كانت تقنيات 3D في بداياتها دائما كانوا يحرصون على استخدام هذا النظام و تطبيقه لسهولته و فعاليته و حـتــى كـــاد أن يـؤثر على بعض الفنون الأخـــرى مثل التصـــوير الفــوتــوغرافي و الرسم ، وهو يشتمل على المصـــدر الـــرئيــسي للـضـــوء ويكون الأقوى يوضع في جانــب واحد يختار على حسب الوضع القائم و المصدر الثاني لضـــوء التعبئة يـكـــون أخـــف مـــن الأول وباهت قليلا ويأتي في الجانب المعاكس للرئيسي و النقطة الثالثة أو المصدر
الثالث كـــان ضوء خفيف خلــفي لـبــروز الـــزوايــا و الحـــدود فــي العــمل الفـــني.
مــــن أكبــر عــيــوب هذا النظـام انه اصطناعي بحت و لا يعكس رأيه طبيعية للمشهد ، استخدام الإنارة الخلفية يجب أن يستــعمل إذا كـنــت تبـحـــث عـــن بعض التأثيرات الخـــاصة أو الــدراما و فلسفه ولكن لا يكون مطبقا في جميع الأعمال فهو يجب أن يكون ذو استعـــمال مـحــدود و على حـســب فــكــرة العــمل ، في الحقيقة هذا النوع من الإضاءة لا يتواجد في الطبيعة و هـــذا مـــا يجـعــلــه ذو نــظـــره غــيــر طبـيـعـيـة وفي اغلب الأحيان يكون من مُمِل استخدام مصادر ثلاثة للإضـــاءة فـــي عمل فني واحد ، ولكن يجب أن تكون لكل شخص دارسه و تقــنيه معـيــنه يجد من خلالها حل واضـــحة و وافي لكل متطلبات الإضـــاءة فـــي العمل التصــويـــري وتكـــون قـــريبة للطبـيـعــة إلــى حــد معـيـن أو المســتـــطاع.
الرئيسية 
موضوع: @@ الإضاءة و تكويناتها ( الأساسيات) @@ 
الخميس يوليو 25, 2013 6:26 am
