طول القامة والسرطان.. هل من علاقة؟
طول القامة مرتبط باحتمال الإصابة بالسرطان
تقول دراسة نشرت، الجمعة، إن لطول قامة المرأة علاقة بزيادة مخاطر إصابتها بالسرطان حتى بعد استبعاد بقية الأسباب كالبدانة والوراثة والتدخين والسن والعادات الغذائية وأسلوب الحياة وغيرها.
تضيف الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة «علم الأوبئة» التي تصدرها الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان أن احتمالات الإصابة بأي من أنواع السرطان المعروفة بعد سن اليأس وانقطاع الحيض تزداد مع طول القامة، وذلك بعد متابعة الحالة الصحية لمائة وخمسة وأربعين ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين خمسين عاماً وتسعة وسبعين.
يشرح واضعو الدراسة الأمر بالقول إن الخطر لا يكمن في طول القامة في حد ذاته، بل في ما يمثله وفي نتائجه، إذ إن الطول يعني بين أمور كثيرة أخرى زيادة حجم الأعضاء الداخلية للجسم، وبالتالي زيادة عدد الخلايا، بالإضافة إلى زيادة مساحة البشرة، أيضاً، وهي عوامل مؤثرة في التسبب بالسرطان.
البروفسور في علم الأوبئة في معهد ألبيرت أينشتاين التابع لكلية الطب في جامعة ياشيفا في نيويورك جيفري كابات وهو المعد الرئيسي لهذه الدراسة يقول إن هناك العديد من الدلائل على أن المسألة تبدأ في مراحل عمرية مبكرة تساعد في زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، ومن هذه العوامل الأسلوب الغذائي المتبع، وهورمونات الجسم التي تساهم في النمو الطبيعي، ومع ذلك فالعلماء ما زالوا غير متأكدين تماماً من تأثير هذه العوامل.
يضيف شارحاً وجهة النظر هذه فيقول إن السرطان ينطوي على الانقسام غير المسيطر عليه وغير المنضبط للخلايا غير الطبيعية في العمليات المرتبطة بالنمو، ما يعني أن لهذه العملية علاقة بالهورمونات أو بغيرها من عوامل النمو التي تؤثر في طول القامة وفي زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.
لا مجال للخوف
البروفسور والتر ويليت رئيس دائرة التغذية في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد يقول إن الدراسة يجب ألا تشكل مصدر خوف لطويلات القامة، على الرغم من العلاقة بين طول القامة والسرطان.
ويضيف أن الزيادة طفيفة وفي الإمكان موازنتها بواحدة من مزايا طول القامة، إذ إن الطويلات أقل إصابة بأمراض القلب من غيرهن وبالتالي لا مجال للخوف، والمهم هو أن الأبحاث بشأن العلاقة بين الطول والسرطان يمكن أن توصلنا إلى وسائل جديدة لمنع الإصابة بالسرطان أو للشفاء منه.
البروفسور توماس روهان من معهد ألبيرت أينشتاين وهو أحد المشاركين في الدراسة يقول إن الجينات الوراثية قد تكون أحد الأسباب، أيضاً، فللجينات علاقة بطول القامة، كما أنها قد تساهم بطرق غير معروفة تماماً في تطور السرطان.
مسببات محتملة
يقول البروفسور كابات إنه وزملاءه وضعوا في حساباتهم أكثر من عشرة مسببات محتملة لخطر الإصابة بالسرطان بما فيها الوراثة والعمر واستخدام وسائل منع الحمل والتدخين والمشروبات الكحولية والعادات الغذائية ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية، ومع ذلك تبين أن طول القامة مرتبط باحتمال الإصابة بالسرطان.
وكان المعهد القومي للصحة العامة قد أجرى بالتعاون مع عدد من المعاهد المتخصصة في الولايات المتحدة دراسة استغرقت خمسة عشر عاماً لمعرفة الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء اللواتي تجاوزن الخمسين من أعمارهن.
من بين المائة والخمسة والأربعين ألف امرأة شاركن في الدراسة أصيبت عشرون ألفاً و928 امرأة بالسرطان أثناء الدراسة.
النسبة بين الوزن والطول
بعد استبعاد العوامل الأخرى المسببة للسرطان مثل البدانة، أو على الأصح مؤشر كتلة الجسم أي النسبة بين الوزن والطول، تبين أن احتمالات الإصابة بأي نوع من السرطان تزيد بنسبة 13 % مع كل عشرة سنتمترات زيادة في طول القامة.
وفي التفاصيل، أظهرت الدراسة أن مخاطر الإصابة بسرطان الكلى أو الغدة الدرقية أو سرطان الدم تزيد بنسبة تتراوح بين 23 و29 %، في حين أن مخاطر الإصابة بسرطان الجلد أو الثدي أو المبيض أو القولون تزيد بنسبة تتراوح بين 13 و17 %.
ووفقاً للأرقام التي تصدرها الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، فإن احتمالات إصابة المرأة بالسرطان طوال عمرها هي 38.2 %.
وكانت دراستان سابقتان قد أشارتا إلى أن العلاقة بين طول القامة وأي نوع من أنواع السرطان تزداد قوة مع النساء المدخنات، ولكن البروفسور كابات وزملاءه أكدوا أن العلاقة بين الطول والسرطان لا تتأثر بمستوى التدخين.