يبدو أن مسلسل “القياضة” والذي عرضته قناة سما دبي خلال رمضان هذا العام، قد شكل أرضية صلبة لمشاريع درامية جديدة تنوي شركة أرى الإمارات للإنتاج الإعلامي تنفيذها خلال الفترة المقبلة، حيث كشفت الشركة أخيراً عن خريطة أعمالها الدرامية المقبلة والتي تتضمن عملين هما: “وش رجعك” والجزء الثاني من “القياضة” بعنوان “العامله”، وسيتم تصويرهما في الفجيرة، التي تحتضن ثلاث مناطق رئيسية لتصوير المسلسلات الدرامية.
وفي لقاء مع مندوبي وسائل الإعلام، اعتبر الكاتب والمنتج محمد سعيد الضنحاني مدير عام ديوان صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أن “القياضة” مثل الانطلاقة الحقيقية لشركة أرى الامارات، وأكد أن الشركة لن تربط نفسها بالموسم الرمضاني فقط، لافتاً إلى أن “ردة فعل الجمهور الإيجابية تجاه (القياضة) وضعنا أمام تحدي الاستمرار بالاستراتيجية ذاتها التي اتبعناها في إنتاج (القياضة) والتي تهدف إلى تقديم عمل جيد يستحق المشاهدة”.
نفَس طويل
على مبدأ العمل بنفس طويل، وتبني قصص وروايات مبنية على دراسة طويلة وفكر معمق، تمضي شركة “أرى الامارات” في نهجها، حيث أشار الضنحاني إلى أنه وطاقم عمل الشركة يعملون على مبدأ النفس الطويل، والاهتمام بتفاصيل العمل، مبيناً أن فكرة “القياضة” لم تكن وليدة الساعة، وإنما هي نتيجة تخطيط طويل، وان شارة المسلسل جاهزة منذ عامين.
ما أشار إليه الضنحاني ينطبق على مسلسل “وش رجعك”، المتوقع أن يبدأ تصويره في سبتمبر المقبل، وهو مأخوذ عن قصة لمحمد سعيد الضنحاني، وسيناريو وحوار د. رياض نعسان آغا، وإخراج السورية رشا شربتجي، ولأجله تعد “أرى الإمارات” توليفة فنية عربية خليجية، لا سيما وأن هذا العمل يعد التجربة الإخراجية الأولى خليجياً للمخرجة رشا شربتجي، كما يشهد أيضاً عودة الكاتب د. رياض نعسان آغا إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب دام لسنوات عدة.
أما المشروع الثاني، والذي سيبدأ تصويره في ديسمبر المقبل، فيتمثل في الجزء الثاني من مسلسل “القياضة” والذي يحمل عنوان “العاملة” مع المخرج السوري سلوم حداد، وهذا العمل سيواصل ما بدأه في الجزء الأول على الصعيد الإنتاجي الضخم، وسيتضمن تطويراً لأحداثه، بما يتطلب إدخال بيئة جديدة على العمل، وفي الوقت نفسه ألمح الضنحاني، إلى احتمال إنتاج عمل ثالث ضخم من تأليف الكاتب الكبير اسماعيل عبد الله، وهو عمل مهم وسيحقق خطوة كبيرة في الدراما الإماراتية، دون أن يكشف عن تفاصيله أو من سيقوم بالعمل فيه.
عامل ملهم
وفي رده على سؤال “البيان” حول إمكانية أن يؤسس “القياضة” لأعمال تراثية أخرى، قال الضنحاني: “اعتقد أن (القياضة) سيكون عاملاً ملهماً لنا بالدرجة الأولى فيما يخص أعمالنا المقبلة، إذ يجب أن نقدم أعمالاً أفضل منه، أو على الأقل في مستواه، كما آمل أن تلهم تجربة (القياضة) المنتجين الإماراتيين الآخرين، لتقديم أعمال درامية جيدة”. وأضاف: “لقد أثبت المسلسل صحة معادلة عملنا، بعد أن أوجدنا النص والمخرج الجيد، وطاقم تصوير وفنيين محترفين”. وعبر الضنحاني عن فخره بأن كل ممثلي “القياضة” خرجوا نجوماً، بعد ان كان بعضهم في الصف الثاني والثالث في الدراما الخليجية، معتبراً أن ذلك انما ينسجم مع رؤية “أرى الامارات”، وقال: “نحن لا ننظر إلى الأسماء بقدر ما ننظر إلى ملاءمتها لتجسيد الشخصيات وأدائها المختلف”.
جرأة الطرح
في حديثه عن الجرأة التي اعتمدها “القياضة” في طرح بعض موضوعاته، قال محمد سعيد الضنحاني: “نحن لا نقصد الجرأة بمعنى الإثارة، وإنما نتحدث عن حالة اجتماعية موجودة في أي مجتمع، وكوننا نقارب موضوعاً ما بجرأة في عمل ما أكثر من غيره، فذلك تفرضه طبيعة الحكاية ومقتضياتها، وبالتالي نحن لا نتعمد الجرأة ولا نهوى تجاوز الخطوط الحمراء فقط لندعي جرأة تجاوزها، وإنما هي قضية يحكمها العمل الفني ومتطلبات الحكاية الدرامية”. وأضاف: “الاختلاف حول جرأة العمل هو حالة صحية فلكل منا مرجعياته، ولكن منا همومه التي تعنيه في أي حكاية، ونحن نسعى لنقدم الرواية الصحيحة والعمل الجميل بعيداً عن الإسفاف والمبالغة”.