أبو الحسن علي بن أبي طالب ابن عم محمد بن عبد الله نبي الإسلام وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين
لا يعرف يقينا متى ولد علي بن أبي طالب، لكن بحسب بعض مصادر التراث مثل ما
ورد في العمدة:24 فإنه ولد بمكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين
عاما من عام الفيل، أي الموافق 17 مارس 599 م أو 600 وفقا للموسوعة
البريطانية وتقول مصادر أخرى 23 أكتوبر 598 م أو 600 م . وهو أصغر ولد أبوه
أبو طالب بن
عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه
إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم
بن عبد مناف، قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي، وكان والدا علي قد كفلا
محمدا عليه الصلاة والسلام حين توفي والديه وجده وهو صغير فتربى ونشأ في
بيتهما.
أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل
من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنوّرة بعد هجرة محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيّام وآخاه مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.
شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها محمد صلى الله
عليه وسلم على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً
مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك. لقد كان علي موضع ثقة محمد صلى الله عليه وسلم فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.
بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث
أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في
عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي
تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، وقتل على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان
سنة 40 هـ 661 م.
اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار
والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد
حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ.
واليكم أشعاره والله اعلم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه........
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ ......... و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ ....... كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ ........... و لكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ ............ وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني ............و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
و ان غنيت عن أحد قلاني......... وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي.......... فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو ........... وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ.......... وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ ............ كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمٍ......... ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى....... بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ ******************
****************** ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ ******************
****************** و قلوبهنَّ من الوفاء خلاءُ
هي حالان شدة ورخاءِ
****************** و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما
****************** خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ
إن ألمت ملمة بي فإني
****************** في الملمات صخرة صماءِ
عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْما بأن
****************** لَيْسَ يَدُومُ النَّعِيمُ والبَلْوَاْءُ
إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا
****************** فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ
****************** وأرض لله واسعة فضاءِ
تَبَلَّغْ باليَسِيْرِ فَكُلُّ شَيْىء
****************** ٍ من الدنيا يكون له انتهاء
أمن بعد تكفين النبي ودفنه********
********نعيش بآلاءٍ ونجنح للسلوى
رزئنا رسول الله حقاً فلن نرى********
********بذاك عديلاً ما حيينا من الورى
وكنت لنا كالحصن من دون أهله********
********له معقلٌ حرزٌ حريزٌ من العدى
وكنا بها شم الأنوف بنحوه********
********على موضع لا يستطاع ولا يرى
وكنا بمراكم نرى النور الهدى ********
********صباح مساء راح فينا أو اغتدى
لقد غشيتنا ظلمةٌ بعد فقدكم********
********نهاراً وقد زادت على ظلمة الدجى
فيا خير من ضم الجوانح والحشا ********
********ويا خير ميتٍ ضمه الترب والثرى
كأن أمور الناس بعدك ضمنت ********
********سفينة موجٍ حين في البحر قد طمى
وضاق فضاء الأرض عنا برحبه********
********لفقد رسول الله إذ قيل قد مضى
فقد نزلت بالمسلمين مصيبة ********
********كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا
فلن يستقل الناس ما حل فيهم********
********ولن يجبر العظم الذي منهم هى
وفي كل وقتٍ للصلاة يهيجها********
********بلالٌ ويدعو باسمه كلما دعا
ويطلب أقوامٌ مواريق هالكٍ ********
********وفينا مواريث النبوةٍ والهدى
فيا حزناً, إنا رأيتها نبينا ********
********على حين تم الدين واشتدت القوى
وكان الألى شبهته سفر ليلةٍ********
********أضل الهدى, لا نجم فيها ولا ضوى
نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا
وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً
ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولمَّا أَتَانا بالهُدَى كان كُلُّنا
على طاعة الرحمنِ والحق والتقى
و ما طلب المعيشة بالتمني
وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ مع الدِّلاَءِ
تجئك بملئها يوماً ويوماً
تجئك بحمأة وقليل ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي
تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً
لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ
تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ
سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا
فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً
فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ
فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ
وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمهُ إِلّا
نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ
فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ
فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ