منتديات لمسة مرامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات لمسة مرامي

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
benghazi
مشرف النادي الرياضي وعالم السيارات
مشرف النادي الرياضي وعالم السيارات
benghazi


تاريخ التسجيل : 28/07/2012
عدد المساهمات : 1811
نقاط التقييم : 4265
الجنس : ذكر
المزاج :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً 53K62940
عبارتي المفضلة :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً Uaf64666
الأوسمة :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً DAk82490

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً Empty
مُساهمةموضوع: خطبة استوصوا بالنساء خيراً     خطبة استوصوا بالنساء خيراً I_icon_minitimeالجمعة فبراير 15, 2013 5:26 pm

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً Scaled.php?server=267&filename=32661520
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونـــــعوذ بالله من شرور أنفسنا


ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،

وأشهد ان لا إلـــــــه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبـده ورسـولـــه

اما بعد :

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 2sz6

خطبة استوصوا بالنساء خيراً

يحيى بن موسى الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد
لله رب العالمين ، لا يبلغ مدحته المادحون ، ولا ينال من عظمته القادحون ،
ولا يحصي نعماءه العادّون ، ولا يحصر آلاءه الحاسبون ، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له ، له تائبون ، وبه مستعينون ، وله عائدون ، وبه
عائذون ، عليه يتوكل المتوكلون ، هو المستعان ، ومنه الفرج ، برحمته يتعلق
المذنبون ، وبرأفته يأمل العاصون ، ولجنته يتطلع المتقون ، فلا حول ولا قوة
إلا بالله ، نعم المولى ونعم النصير ، وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن
نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ، الهادي البشير ، والسراج المنير ، صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه وكل تابعٍ مستنير ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المرجع
والمصير . . أما بعد :
فإنَّ خير ما وصّى به الموصون ، ووعظ به الواعِظون ، تقوى الله عز وجل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ
مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ } ،
في هذه الخطبة ، ندخل في مفاوز ومغاور ، لنعاون
ونشاور ، نسبر آلاماً عظاماً ، ونتحرى أدواءً جساماً ، نتبين الأعراض ،
ونحدد الأمراض ، ونصف العلاج ، ليحصل الفرج والانبلاج ، فبسم الله نبتدي ،
وبنوره نهتدي ، وبحمده ننتهي .
  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 2sz6

أيها
الأخوة في الله : لقد أتى على المرأة حين من الدهر ، لم تكن شيئاً مذكوراً
، لم تقم لها قائمة ، فكانت تائهة عائمة ، مسلوبة الإرادة ، محطمة العواطف
، مهضومة الحقوق ، مغلوبة في أمرها ، متدنية في مكانتها ، مُتَصَرَّفاً
بشؤونها ، بل كانت تعد من سقط المتاع والأثاث ، ومن جملة الميراث ، ثم
انتهى بها الأمر ، إلى وأدها في مهدها ، وقتلها في صغرها ،
قال تعالى : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ
مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا
بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ
أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }
، وبعد تلكم الويلات ، وإثر تلكم
النقمات ، التي كانت تحيط بالمرأة ، جاء الإسلام وأشرق نوره ، وظهر وبان
أمره ، فأعلن مكانة المرأة ، ورفع قدرها ، وأعظم شأنها ، فأخذت كامل حقوقها
، ومن أعظم ذلك الصداق ، فالمهر ملك لها وحدها ، تقديراً لها ، ورمزاً
لتكريمها ، ووسيلة لإسعادها ، وثمناً لاستمتاع الزوج بها ، فالمَهر حقٌّ
للمرأة لا يجوز للآباء أو الأوليَاء اختصاصُهم به ، أو الاستيلاء عليه ، أو
الاستئثار به ، قال سبحانه : { وَءاتُواْ ٱلنّسَاء صَدُقَـٰتِهِنَّ نِحْلَةً } ، ومن
أخذ من مهر الفتاة ولو شيئاً يسيراً ، بغير إذنها أو رضاها ، فقد أتى
باباً عظيماً من أبواب الظلم والتعسف ، وأكل الأموال بالباطل وسوء التصرف ،
قال الواحد المتصرف : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ
تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ } ،

كانوا في الجاهلية الجهلاء ، والأثرة العمياء ، يرثون نساء أقربائهم ، فإن
شاءوا تزوجوهن بلا صداق ، أو زوجوها وأخذوا صداقها ، أو منعوها من الزواج
ليأخذوا بعض مهرها ، فحرم الله ذلك تحريماً ، ونهى عنه نهياً ، فذلكم حكم
الله يحكم بينكم والله عليم حكيم ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " [ أخرجه البخاري ] ،
ألا فاعلموا أن ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام ، فيجب إعطاء المرأة مهرها
كاملاً ، ولها فيه حرية التصرف بضوابطه الشرعية ، وحقوقه المرعية ، فإن
وهبت أحداً منه شيئاً عن طيب نفس منها فلها ذلك ، لقوله تعالى : { فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً } ،
فأعطوا النساء مهورهن , عطية واجبة ، وفريضة من الله لازمة ، فإن طابت
أنفسهن لكم عن شيء من المهر ، فخذوه وتصرَّفوا فيه , فهو حلال طيب ، ولا
تأخذوه بالقوة والعنجهية ، أو التحايل والهمجية ، فذلك معصية لله ولرسوله
صلى الله عليه وسلم ، وتعد لحدود الله ، قال الله
تعالى : { وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } ،
فسبحان
الله أيها الآباء والأولياء ، كيف تأخذون المهور ، وتستحكمون عليها ،
وتستأثرون بها ، ثم ربما أنفقتموها في مصالح جميع الأبناء ، وصاحبة الشأن
والمال ربما لم تدرك منه شيئاً ، فهذا سحت حرام ، فاتقوا الله أيها
الأولياء الكرام ، أحسنوا إلى النساء وأكرموهن ، وأعطوهن مهورهن ، وأوفوهن
حقوقهن ، فهذا هو أمر رب العالمين ، وأمر نبي الثقلين .
  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 2sz6

أيها
الأخوة الفضلاء : إن منع الآباء الخاطبَ الكفء الحذق ، ذا الدين والخلُق ،
مخالفٌ لأمرِ الشّريعة ، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إذا جاءكم
مَن ترضون دينَه وخلقه فزوِّجوه ، إلاّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد
عريض " [ أخرجه الترمذي ] ، ألا وإن من الخيانة ، وتضييع الأمانة ، أن يزوج
الولي ابنته لرجل فاسق عاص لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، كمن لا يصلي ،
أو سيء الخلق والمعاني ، أو يتعاطى الخمور والمسكرات ، والدخان والمفترات ،
أو غير ذلك من المعاصي والموبقات ، ولو كان يملك الملايين من الريالات ،
والقصور والبيوتات ، فذلك ظلم للفتاة ، وغش تأباه ، قال
صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو
غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة " [ متفق عليه ] ،
لقد
اغتالوا البنت حية ، لم يدفنونها في قبرها كالجاهلية ، بل هالوا عليها تراب
الجحيم ، في سجن زوج لا تطيقه ولا تريده ، من أجل حفنة قذرة من المال ،
فسبحان الله العظيم ، ألم يسمعوا قول النبي الكريم
صلى الله عليه وسلم : " لا تُنْكَحُ الثَّـيِّبُ حتَّـى تُسْتَأْمَرَ ، ولا
تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّـى تُسْتَأْذَنَ " [ أخرجه مسلـم ] ،
ألا
فاعلموا أن زواجاً يكثر مهره ، ويعظم همه ، ويزداد غمه ، وتكثر تكاليفه ،
معقد أوله ، ومؤلم آخره ، والواقع خير شاهد ، وعند جهينة الخبر اليقين .
أيها
المسلمون : نحن في زمن قلت فيه فرص الوظيفة ، وتدنى فيه مستوى المعيشة ،
وزاد فيه منسوب البطالة ، أجارات مرتفعة ، ومعيشة غالية ، ومهور عالية ،
وأنى للشباب الإتيان بكل تلكم التكاليف ، فهنا يجب أن نقف جميعاً وقفة
صادقة مع أنفسنا ، من تسهيل للمهور ، وتيسير للزواج ، صيانة لأعراض الفتيات
والأزواج ، ولا يمكن أن يحصل ذلك ، إلا بتطبيق الرجال قول الله تعالى : "
الرجال قوامون على النساء " ، والانصياع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "
لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " [ أخرجه البخاري ] ، فالقوامة بيد الرجل ،
والحل والربط بيد الرجل ، أما المرأة فهي تابعة لزوجها ، لا تخرج عن رأيه
ومشورته قيد أنملة ، فلا يُترك لها زمام التصرف ، وخطام التفاوض ، فهذا غير
مشروع ، لاسيما في وقتنا هذا ، الذي طغت فيه الفضائيات ، وتقليد الأفلام
والمسلسلات ، حتى تغالت في المهور الأمهات ، وأرهق كاهل الشباب بطلبات ،
تنوء بحملها الجبال الراسيات ، قال عليه الصلاة
والسلام : " خير الصداق أيسره " [ أخرجه الحاكم ] ، وقال صلى الله عليه
وسلم : " إن من يُمن المرأة ، تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها ، وتيسير رحمها
" [ أخرجه الإمام أحمد بسند جيد ] ،
وقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " ألا لا تُغلوا في صُدُق النساء ، فإنه لو
كان مكرمة في الدنيا ، أو تقوى عند الله عز وجل ، كان أولاكم به النبي صلى
الله عليه وسلم " [ أخرجه الخمسة وغيرهم وهو أثر صحيح ] ،
خمسون
ألفاً مهراً ، وآلاف للأم طوعاً أو كرهاً ، فذلكم المهر كثير ، وعلى الشباب
كبير ، وما يتبعه من هداياً وتبذير ، لهي أمور تنبئ عن شر خطير ، وهول
مستطير ، فلا غرو أن يكون اليوم نكاح وغداً فراق ، ولا عجب أن يكون زواج
يعقبه طلاق ، ولا غرابة أن يُكن الزوج لزوجته العداء ، فاتقوا الله أيها
الآباء والأمهات ، ساهموا في بناء اللبنات ، سهلوا المهور ، يسروا الزواج ،
كونوا قدوة صالحة ، ونواة طيبة ، فأين نحن عن أبي طلحة عندما تزوج أم سليم
مقابل إسلامه ، ورجل تزوج بامرأة بما معه من القرآن ، يعلمها ويكون ذلك
مهرها ، وتزوج صحابي بخاتم من حديد ، وآخر بوزن نواة من ذهب ، أين نحن عن
تلكم الأمثال الرائعة ، والصفحات الناصعة ، لقد ضربوا لنا أروع المثل في
شأن المهر وتسهيله ، والصداق وتيسيره ، فأفيقوا من غفلتكم ، واستيقظوا من
رقدتكم ، يرحمكم ربكم ، ويغفر لكم ذنوبكم .
  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 2sz6

أخوة
الإيمان : لقد عاينا عادات ، وباينا منكرات ، ما أنزل الله بها من آيات
بينات ، فأين أنتم عن كتاب رب البريات ، وهدي نبي الهدى والرحمات ، لقد
قُصمت الظهور ، وتعسرت الأمور ، بسبب كثير من التغيير والتغبير ، فليلة
الحنا ، وليلة ثانية بعد الزواج ، وكوشة وإزعاج ، ومخالفات واتباع مزاج ،
وأخطر من ذلك وأعظم ، وأشد منه وأطم ، ما يحدث في قاعات النساء من ألبسة
خليعة ، وحركات مريعة ، تجلب الفجيعة والوجيعة ، وإننا لنخشى عقوبة الخالق
جل جلاله ، حلويات وتمور ، يتمعر لها وجه الغيور ، نعم وخيرات ، تُرمى في
سلات المهملات ، أموال تهدر ، ونقود تبعثر ، فلابد لهذا الدين ، من تطبيق
وتمكين ، فأنشدكم الله أيها الأخوة في الله ، إلا وقفتم وقفة حازمة ، مع
الله صادقة ، تأمرون بمعروف ، وتنهون عن منكر ، فما يحدث في أعراسنا ، وما
يحصل في أفراحنا ، لنخشى عقوبته ، ونخاف تبعته ، نخشى أن تبدل النعم نقم ،
وينتقم منا الجبار المنتقم ، قال المتفضل المنعم : {
وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ
اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ
يَصْنَعُونَ }
فالاكتفاءُ بوليمة واحدةٍ ليلةَ الزفاف ، أحبّ
للزّوجين وأسلم ، وأوفق لهدي الدين وأقوم ، إننا نرى تفاخراً بالأموال ،
وتكاثراً بالأعمال ، إسراف وتبذير ، ووعيد من الجبار الكبير ، قال
العلي القدير : { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ
يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ، وقال سبحانه : { وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى
اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } .
عباد
الله : لقد أصبحت ليالي الملكة والتأليف ، ليال باهضة التكاليف ، وكأننا
في يوم زواج وإعلان ، لا يوم ملكة وعقد قران ، تذبح فيها كثير من النعم
والبهائم ، حتى أضحى الشر عائم ، فيكفي في مثل تلكم الليالي ، دعوة أهل
العروسين للفرح والتسالي ، ومن كان لديه فضل مال ، فلا يسرف فيه وينهال ، قال
رب العزة والجلال والقوة والكمال : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ
وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ
الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ
لِرَبِّهِ كَفُوراً } ،
وتذكروا يا رعاكم الله ، تذكروا الفقراء والمساكين ، والأيتام المنكسرين ، والأرامل والمعوزين ، فقد قال القوي المتين : { وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } ،
فاتقوا الله رحمكم الله ، فقد سمعتم النقول ، فحكموا العقول ، واقبلوا
بالمعقول ، أقول ما سمعتم وأسأل الله التوفيق والتأييد ، والجنة يوم المزيد
، وأعوذ به من كل شيطان مريد ، وأستغفر الله الحكيم الحميد ، فاستغفروه
إنه هو الرحيم الرشيد .

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 2sz6
الحمد
لله وكفى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم السر وأخفى ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الورى ، أكرم من وطأت قدماه الثرى ، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أهل التقى ، وسلم تسليماً كثيراً . .
وبعد :
أيها الأخوة في الله : إنّ نزغَاتِ الشياطين ، وغفلات الآدميين ،
لا يسلم منها أحد ، فربما زلّت القدم ، ونزل الندم ، إذ كلُّ بني آدم
خطَّاء ، وخيرُ الخطّائين التوّابون ، فالوقوع في الزلل خطأ ظاهر ، والعود
عنه نصر باهر ، ألا فاعلموا أنّ التوبةَ من الخطأ والزّلل الملام ،
والرجوعَ عنه بشجاعةٍ وإقدام ، لهو المحمدةُ الحقّة ، والشجاعة المتمكِّنَة
، والنجاةُ من المغبَّة ، فإذا أيقنتم بذلك ، فهناك أخطاء ومغالطات ،
ومصائب مدلهمات ، وسراديب مظلمات ، رتع فيها أناس ، أضاعوا الإحساس ، شعروا
أم لم يشعروا ، فوقع الظلم والعدوان ، والجور والاستهجان ، على المرأة من
بني الإنسان ، فأمر الله في كتابه ، والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته ،
والقول الأكيد ، الذي ليس عنه محيد ، أن للمرأة حق في الميراث ، فليس
الميراث للرجل وحده ، ومن ظن ذلك أو اعتقده ، فقد فسد دينه ، وطار عقله ،
وذهب لبه ، لأن الله جل وعلا يقول في كتابه : { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ } ،
فالمرأة لها نصف ميراث الرجل ، لأن الرجل هو المسؤول عن الإنفاق ، وهو
المكلف بجلب المهر باتفاق ، أما المرأة فلا نفقة عليها ، ولا مهر عليها ،
لذا كان نصيبها من الميراث النصف ، وللرجل الضعف ، هذه حكمة العظيم البالغة
، فيحرم هضم ميراث المرأة ، أو كتابة الوصية للذكور دون الإناث ، أو توزيع
التركة بما يخالف الكتاب العزيز ، واعلموا أنه لا وصية لوارث ، كما صح
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن طغى وعصى ، وتعدى وبغى ، وظلم
وهضم ، فإن كان على قيد الحياة ، فليسرع بتنفيذ أمر الله في العدل ، في
العطاء والبذل ، ومن مات ، وأصبح عظاماً ورفات ، فعلى ورثته أن يتقوا الله
في ميتهم ، ولا يعرضوه لسخط ربهم ، وعقوبة خالقهم ، فللذكر مثل حظ الأنثيين
، وليعيدوا الأمور إلى نصابها ، والحقوق إلى أهلها ، ولا تغرنهم زهرة
الحياة الدنيا وزينتها ، فالله جل وعلا يقول : { مَن
كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ
أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ
الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا
صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ،
فالظلم
في الإرث ، من أعظم الاعتراض على كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم ، ألا ما أحوجَنا إلى الثقةِ بأمر الله ، والاعتدال في الرأي ،
وتنسيقِ المواقف والإنصاف ، فلا يبقى في النّهايةِ إلا الحقّ ، ولا يصحّ
إلا الصّحيح ، فاسعوا إلى الهدى والنور ، وانبذوا شعار الخور والفجور ، ولا
تنتظروا أن يقودكم غيركم ، أو يُتصرف في شؤونكم ، فبادروا على بركة الله ،
بتنفيذ أوامر الله ، وفق كتاب الله ، ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
في الزواج والمهور والصداق ، والعدل في الإرث وعدم الاختلاق ، خذوا على
أيدي السفهاء ، واكبحوا جماح النساء ، احذروا الإسراف ، ومراتع الإسفاف ،
انتهوا عن التبذير ، ودعوا التقتير ، احذروا التصرف الأهوج ، والرأي الأعوج
، اهجروا ما يعرض عبر الشاشات ، وتقليد الكافرات ، اربئوا بأنفسكم عن
النقيصة ، ومواطن الفضيحة ، فتلكم الخسارة الفادحة ، والرعونة الواضحة ،
فهلا من رجل رشيد ، ذو رأي سديد ، يجمع الشتات ويقرب البعيد ، فالله الله ،
أوصيكم بتقوى الله ، والخوف منه سبحانه ، فتقواه قائد إلى الجنان ، وخشيته
دليل الإحسان ، فتوبوا إلى الله الواحد الديان ، ثم صلوا وسلموا على خير
الأنام ، محمد عليه الصلاة والسلام ، فقد أمركم بذلك الملك العلام ، فقال
في أعظم كلام : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً } ،
اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ، وعلى آله
وأزواجه الأماجد ، وأصحابه والتابعين ومن تبعهم من الأقارب والأباعد ،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ،
واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في
الأوطان والدور ، وأصلح الأئمة وولاة الأمور ، يا عزيز يا غفور ، اللهم
احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا ، وعن أيماننا وعن شمائلنا ، ومن فوقنا ،
ونعوذ بك أن نغتال من تحتنا ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أعتق رقابنا
من النار ، يا عزيز يا غفار ، اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا ، واغفر لهم
الذنوب والخطايا ، واحفظهم من الأدواء والبلايا ، اللهم ارحمهم كما ربونا
صغاراً ، وزدهم كرامة ووقاراً ، وغفراناً مدراراً ، اللهم ارزقنا برهم
وطاعتهم ، واغفر لهم بعفوك وتقبل طاعتهم ، يا سميع الدعاء ، يا ذا المن
والعطاء ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى ، ووفقنا لليسرى ، وجنبنا العسرى ،
واغفر لنا في الدنيا والأخرى ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى ، والعفاف
والغنى ، ومن العمل والقول ما تحب وترضى ، اللهم ألف بين قلوبنا ، واجعلنا
أخوة متحابين ، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين ، اللهم وفق ولي أمرنا
لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ،
وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا
وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، لا إله إلا الله المنان ، علا ذكره في كل
زمان ومكان ، سبحان الله الواحد الديان ، سبحان من سبح له من في السهول
والوديان ، سبحانه عدد السكون والجريان ، فاذكروه يذكركم ، واشكروه يزدكم ،
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب
العالمين .

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 2sz6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لمسة إحساس
admin

admin
لمسة إحساس


تاريخ التسجيل : 30/05/2012
عدد المساهمات : 13782
نقاط التقييم : 28317
الجنس : انثى
الجنسية :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً 24J19881
الهواية :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً LGf07137
المزاج :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً 53K62940
عبارتي المفضلة :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً FsG64809
مكان الاقامة : جــــــــــــدة
العمل : في القطاع الخاص ..
الأوسمة :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً Mmf89660

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة استوصوا بالنساء خيراً     خطبة استوصوا بالنساء خيراً I_icon_minitimeالجمعة فبراير 15, 2013 5:45 pm

سلمت يدآكـ..
على جميل طرحكـ وحسن ذآئقتكـ
يعطيكـ ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدكـ بكل شوق.
..}~ مودتي
  خطبة استوصوا بالنساء خيراً 3511045606
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mrame.forumarabia.com
امين
رئاسة المنتديات العامة و الاسلامية
رئاسة المنتديات العامة و الاسلامية
امين


تاريخ التسجيل : 25/10/2012
عدد المساهمات : 7750
نقاط التقييم : 10292
الجنس : ذكر
الجنسية :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً TrB20206
المزاج :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً 9HU62896
عبارتي المفضلة :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً A6j65243
الأوسمة :   خطبة استوصوا بالنساء خيراً V3H81498

  خطبة استوصوا بالنساء خيراً Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة استوصوا بالنساء خيراً     خطبة استوصوا بالنساء خيراً I_icon_minitimeالجمعة فبراير 15, 2013 6:08 pm

شكرا على الطرح الطيب والموضوع المميز



دائما فى تألق بإختيارتك الهادفة والرائعة موضوع يستحق الإشادة

دمتا لنا ومعنا

ننتظر جديدك فلا تحرمنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة استوصوا بالنساء خيراً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  معنى حديث استوصوا بالنساء خيرا
» أهمية خطبة الجمعة في الإسلام
» الرجال غير ناضجين مقارنة بالنساء
»  Fujitsu Flora Kissحاسوب خاص بالنساء
»  ما هو حكم كلام الخطيب اثناء خطبة الجمعة والرد عليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لمسة مرامي :: المنتديات العامة و الاسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: