السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المترجمة: رانا فتحي
ما هو الانتان أو تعفن الدم؟
الانتان أو تعفن الدم، هو حالة مرضية خطيرة تصيب الجسم نتيجة استجابة الجهاز المناعي بشكل حاد وشديد لإصابة الجسم بالبكتيريا أو غيرها من الجراثيم الأخرى.
ويمكن أن نطلق على هذه الاستجابة اسم متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية systemic inflammatory response syndrome.
ويعتبر مرض تعفن الدم من الحالات المرضية شديدة الخطورة. يقوم خلالها الجسم بإفراز مواد كيميائية في الدم لمكافحة العدوى مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات على نطاق واسع بشكل معمم في الجسم.
ويمكن أن يتسبب الالتهاب في تلف الأعضاء الموجودة بجسم الإنسان. حيث يؤدي تخثر الدم الذي يحدث أثناء الإصابة بالمرض إلى خفض مستوى تدفق الدم للأطراف والأجهزة الداخلية مما يحرمها من الحصول على الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة.
الحالات الشديدة والحرجة:
في الحالات الشديدة والحرجة قد يتعرض جسم المريض إلى فشل واحد أو أكثر من أعضائه. وفي أسوأ الحالات، تؤدي العدوى إلى انخفاض شديد في ضغط الدم، يطلق عليه اسم الصدمة الانتانية. وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى فشل عدة أعضاء بجسم الإنسان مثل الرئة، الكلى، والكبد، وذلك بشكل سريع مما يؤدي إلى الوفاة.
وتجدر الإشارة إلى أنه عادة ما يستخدم مصطلح الانتان بالتبادل مع مصطلح تسمم الدم، وهو عبارة عن حالة مرضية خطيرة نتيجة عدوى تهدد الحياة، وتزداد سوء بسرعة كبيرة وغالباً ما يكون تسمم الدم قاتلاً.
الأسباب، حدوث المرض وعوامل الخطورة:
تعتبر العدوى البكتيرية السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بتعفن الدم. ومع ذلك، قد يحدث تعفن الدم نتيجة الإصابة بغيرها من أنواع العدوى الأخرى. ويمكن أن يصاب الإنسان بالعدوى في أي مكان من الجسم، عندما تدخل البكتيريا أو غيرها من العوامل الضارة جسم الإنسان.
ويمكن أن تنجم العدوى من أشياء لا تبدو على أنها ضارة مثل حك الركبة، أو من خلال مشاكل طبية أكثر خطورة مثل التهاب الزائدة الدودية، الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا أو التهاب المسالك البولية.
كما يمكن أن يصاحب تعفن الدم التهاب وعدوى العظام الذي يعرف باسم التهاب العظم والنقى. بالنسبة للمرضى في المستشفيات، فإن أكثر الأماكن التي يمكن أن يصاب فيها الإنسان بالعدوى هي الشقوق الجراحية، القسطرة البولية، وقروح الفراش وأنابيب الحقن الوريدية، الدرنقة (المصارف الجراحية)، والمناطق التي يصبح فيها الجلد ضعيفاً.
أكثر الأشخاص عرضة لتعفن الدم:
وعلى الرغم من أن أي شخص من الممكن أن يصاب بتعفن الدم، إلا أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بغيرهم. ومن هؤلاء:
- الأشخاص الذين يعانون من عدم عمل النظام المناعي الخاص بهم بشكل جيد نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز أو السرطان أو استخدام العقاقير التي تقمع جهاز المناعة، مثل تلك التي تعمل على منع الجسم من رفض الأعضاء المزروعة.
- الرضع الصغار.
- كبار السن خاصة إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية أخرى.
- الأشخاص الذين دخلوا المستشفى أو قاموا بإجراءات طبية معينة.
- الأشخاص المصابون بالسكرى.
أكثر الأماكن شيوعاً لبدء العدوى:
ويجوز لأي عدوى بكتيرية في جسم الإنسان أن تؤدي إلى تحفيز الجسم للقيام بهذه الاستجابة التي تؤدي بالنهاية للإصابة بتعفن الدم. ويمكن تحديد الأماكن الأكثر شيوعاً لبدء العدوى منها في:
- مجرى الدم
- العظام (أكثر شيوعاً بين الأطفال).
- الأمعاء (عادة ما تصيب الإنسان المصاب بالتهابات الصفاق).
- الكلى (التهاب المسالك البولية العلوية أو التهاب الحويضة والكلى).
- بطانة المخ (التهاب السحايا).
- الكبد أو المرارة.
- الرئتين (الالتهاب الرئوي الجرثومي).
- الجلد (التهاب النسيج الخلوي).
أعراض مرض تعفن الدم:
يتسبب تعفن الدم، في انخفاض مستوى ضغط الدم، مما يسبب صدمة لجسم الإنسان. حيث تتوقف الأعضاء والأجهزة الرئيسية في جسم الإنسان عن العمل بشكل سليم بسبب ضعف تدفق الدم، بما في ذلك؛ الكلى، الكبد، الرئتين، والجهاز العصبي المركزي.
ويمكن أن يكون حدوث تغير في الحالة العقلية للمريض أو التنفس بشكل سريع هي أولى علامات الإصابة بتعفن الدم.
وبشكل عام، تشمل أعراض الإصابة بتعفن الدم:
- القشعريرة
- الارتباك أو الهذيان
- الحمى أو انخفاض درجة حرارة الجسم
- خفة في الرأس (الدوار أو الدوخة) نتيجة انخفاض ضغط الدم
- سرعة ضربات القلب
- الاهتزاز والارتجاف
- الطفح الجلدي
- دفء الجلد
- ظهور كدمات أو حدوث نزيف
- الغثيان والقيء
- الإسهال
- قلة عدد مرات التبول
علامات الإصابة بالمرض والفحوصات الطبية اللازمة:
يبدو الشخص المصاب بتعفن الدم مريضاً بشدة.
وعادة ما يتم التأكد من إصابة المريض بتعفن الدم من خلال إجراء فحص الدم. ومع ذلك، فإن اختبار الدم قد لا يستطيع أن يكتشف الإصابة أو الالتهاب لدى الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية. كما أن بعض أنواع الالتهابات التي تسبب تعفن الدم لا يمكن تشخيصها من خلال الاستعانة باختبار الدم.
بعض الاختبارات الأخرى التي يمكن القيام بها، تشمل:
- اختبار الدم التفريقي Blood differential
- اختبار غازات الدم
- فحوص وظائف الكلى
- الفحص الخاص بعد الصفائح الدموية وقياس نواتج التحلل الليفي للتحقق من مخاطر التعرض لنزيف
- اختبار عد خلايا الدم البيضاء
علاج مرض تعفن الدم:
إذا كنت تعاني من الانتان أو تعفن الدم، فسيتم إدخالك إلى المستشفى وعادة ما يتم وضعك في وحدة العناية المركزية. وغالباً ما يتم إعطاء المريض المضادات الحيوية عن طريق الوريد.
علاوة على ذلك، يتم تزويد المريض بالأكسجين وكميات كبيرة من السوائل عن طريق الوريد أيضاً.
وتشمل العلاجات الأخرى لمرض تعفن الدم:
- الأدوية التي ترفع ضغط الدم
- غسيل الكلى في حالة الإصابة بالفشل الكلوي
- الاستعانة بجهاز التنفس (التنفس الميكانيكي/ الصناعي)، في حالة وجود قصور بوظائف الرئة.
توقعات سير المرض:
يعتبر مرض تعفن الدم من الأمراض المهددة لحياة الإنسان، خاصة لدى الأشخاص ممن يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو الأمراض المزمنة على المدى الطويل.
وتجدر الإشارة إلى أن الأضرار الناجمة عن انخفاض مستوى تدفق الدم للأعضاء الحيوية بجسم الإنسان مثل المخ، القلب والكلي، قد تستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تتحسن. وقد يعاني المريض من مشاكل صحية طويلة المدى مع هذه الأجهزة.
لا ينجو كل المرضى المصابين بتعفن الدم من هذا المرض الخطير.
الوقاية من تعفن الدم:
- يمكن الحد من مخاطر الإصابة بتعفن الدم لدى الأطفال من خلال اتباع البرامج والجداول الزمنية الخاصة بالتحصين والتطعيمات الخاصة بالوقاية من الأمراض.
- أما فيما يتعلق بالعدوى ثات الصلة بالمستشفيات والمسببة لتعفن الدم يمكن الحد منها من خلال غسل اليدين بشكل مستمر، بالإضافة إلى اتباع بروتوكولات النظافة بدقة متنهاية. كما يجب الانتباه إلى نظافة أنابيب الحقن الوريدية والقسطرة البولية.