شهد مسرح ''يربا بوينا'' في سان فرانسيسكو ضربة خاطفة من هاتف آيفون 5 الجديد ضد منافسه العنيد هاتف جالكسي من شركة سامسونج، وأخذ يتباهى بمظهره المطور ولسان حاله مخاطباً منافسيه: ''الطول عز''.
وطبقا لتقديرات المحللين في ''جي بي مورجان'' فإنه من المتوقع أن تبيع ''آبل'' 8 ملايين وحدة من الهاتف الجديد في الربع الرابع لهذه السنة، مع حساب تأثير ذلك في الاقتصاد على أساس أن يكون إجمالي تكلفته 600 دولار منها 200 دولار تمثل الملحقات الخاصة به؛ والتي طرحتها آبل بصورة جديدة كلياً مثل كيبل الشحن ونقل البيانات والسماعات الخارجية ووصلة تحويل منفذ القابس لتوصيلة كيبل للأجهزة القديمة إلى المخصص للجديد.
يوضح دليل المستخدم الصادر من ''آبل'' ترددات شبكات الجيل الرابع (LTE) التي يعمل عليها جهاز ''الآيفون 5''.
ومن التحركات المواكبة لهذا الحدث العالمي تلك الجهود التي تبذلها شركات اتصالات خليجية عبر التواصل المباشر مع الشركة الأم في أمريكا للظفر بأسبقية الحصول على كميات كبيرة من ''آيفون 5'' لتتمكن من توفيره في السوق المحلية والخليجية قبل غيرها، لتكون حاضرة في ظل الإقبال الكبير المتوقع على هذا الهاتف.
وهذا الحدث حقق صدى واسعاً في مختلف أنحاء العالم وتابعه على الهواء مباشرة أغلب سكان العالم من المهتمين بمنتجات آبل والآيفون تحديداً، وكانت المواقع الإلكترونية المتخصصة والمنتديات والشبكات الاجتماعية تتابع الحدث بكل تفاصيله وتبثه أولاً بأول مع الشرح المزود بالصور في نفس اللحظة، مما جعل المتابعين يواكبون الحدث ويتعايشون مع تفاصيله وتصلهم كامل المعلومات عن مؤتمر آبل كما لو أنهم متواجدون في مسرح الأحداث.
وعلى الصعيد المحلي ارتفعت أصوات المطالبين بإصدار توضيحات حول دعم الهاتف الذكي ''آيفون 5'' لشبكات الجيل الرابع في السعودية، وتوضيح الترددات التي تستخدمها شبكات الشركات المشغلة لخدمات الاتصالات.
السليمان
وفي هذا السياق علق عبد الحكيم السليمان وهو متخصص في نظم التطبيقات الذكية بأنه يفترض التأكد من مدى مطابقة الترددات التي تستخدمها الشركة المشغلة لخدمات الاتصالات ومدى توافقها مع الترددات التي أعلنت عنها آبل الخميس الماضي ''آيفون 5''، وفي حقيقة الأمر فإن مثل هذه التوضيحات مهمة لتوعية المستخدمين في معرفة الأرقام التي تستخدمها شبكات المشغلين في السعودية ليتمكنوا من المقارنة بأجهزة ''آيفون 5'' أو غيرها من الأجهزة التي تصنعها الشركات الكبرى LTE.
م. السالم
فيما يعلق م. محمد السالم المتخصص في نظم وبرمجيات الشبكات والاتصالات بالقول إن النقاد والمتابعين كانوا يعتقدون أن الإبداع وعنصر المفاجأة اللذين كانا سمة شركة آبل في كل إصداراتها السابقة انتهيا بوفاة ستيف جوبز - منذ عام - بعد أن خيبت شركة آبل الآمال فعلاً بالإصدار الرابع من الآيفون في منتصف العام الماضي.
إلا أنه بهذا الإصدار أثبتت الشركة العملاقة للعالم أنه ما زال في جعبتها الكثير وأنها مصدر للإبداع والريادة في هذا المجال.
تطوير نظام التشغيل
وأضاف السالم أن المواصفات المعلن عنها كشفت أن آبل استمعت لمشاكل وملاحظات المستخدمين وحققت أحلامهم إلى واقع، فمن أبرز المواصفات الجديدة التي ينظر على أنها مؤثرة وترفع من أداء الهاتف مقارنة بالإصدار السابق فتتمثل في المعالج الجديد كلياً والذي يعمل بضعف أداء المعالج من الإصدار السابق، وتصميمه المصنع كلياً من زجاج وألمونيم ليرفع من كفاءة استقبال الهوائي ويجعل من وصول إشارات الاتصال أكثر سهولة، والبطارية التي قالت الشركة إن آيفون 5 يقدم ثماني ساعات عمل على شبكة LTE، وعشر ساعات من مشاهدة الفيديو، و40 ساعة من الاستماع إلى الموسيقى، كما يرفع من أداء الجهاز في الصوتيات توفير ثلاثة مايكروفونات اثنان في الأمام وواحد في الخلف، كما تم تحسين الصوت وتم تفعيل ميزة إلغاء الضجيج عند الاستماع للموسيقى عبر السماعات.
وكذلك طورت نظام التشغيل فيعمل بنظام iOS 6، بالإضافة إلى تطبيقات وإصدارات جديدة من البرامج أبرزها المتصفح سفاري المطور، ودمج تويتر وفيسبوك على مستوى النظام، وتم تطوير المساعد الصوتي ''سيري'' وأضحى بإمكانه تشغيل التطبيقات وإرسال التغريدات صوتياً أثناء تشغيل تطبيق آخر.
ومن أبرز عيوب الجهاز أنه يفتقد خاصية NFC (الاتصالات الميدانية القريبة) وأنظمة الدفع للمشتريات لاسلكياً أو تعريف هوية المستخدم بأماكن العمل ونحو ذلك، وخاصية الشحن اللاهوائي، وبعض الخصائص الأخرى الموجودة في بعض الأجهزة المنافسة.
ويلمح السالم إلى أن الكرة حاليا في ملعب المنافس هاتف الجالاكسي، حيث ننتظر ماذا سوف يقدم؟! وهل يقتل مفاجأة الإصدار الأخير من الآيفون؟! إنما الأكيد لدينا أن المنافسة والإبداع يستمران وكل هذا يصب في مصلحة تطور البشرية.
''آيفون'' ينافس نفسه
ويمهد عبد الله العدواني مدير معرض متخصص في مبيعات الهواتف الذكية؛ قبل الحديث حول الموضوع، بأنه لا بد من الإشارة لأن آبل تحظى بولاء كبير من عملائها يجعلهم لا يقبلون أي نقد ضد منتجات شركتهم، وخاصة فئة (الآيفونيين) الذين لا يتعاملون ولا يتقبلون أي جهاز غيره، ولكننا أمام الحقائق نتحدث أن معالج الآيفون الجديد لم يتقدم في سباقه إلا على نفسه؛ خاصة للإصدار السابق، وتخلف عن منافسه جالاكسي الذي يمتلك في فئة نوت 2 الأخير معالج رباعي النواة يفوق الذي في آيفون 5 كمعالج ثنائي النواة، وكذلك ذاكرة بيانات RAM بسعة 2 جيجا ضعف المتوافر في الآيفون، ما يجعل لهاتف جالاكسي الجديد الأفضلية في التصفح واستعراض مقاطع الأفلام عبر الإنترنت بالسرعة المثالية.
كذلك لم تكن آبل واضحة في تحديد قيم مكوناتها بالنسبة لسرعة المعالج A6 الذي يعتبر ضعف القدرة عن الجيل السابق المتوافر في آيفون 4 إس، ولم تحدد قيمة الذاكرة لنقل البيانات والتي تحددت في بعض المواقع ذات الصلة بأنها 1 جيجا أي ضعف الإصدار السابق، ولكنها أقل من بعض الهواتف المنافسة التي تصل لديها 2 قيقا.
وأوضح العدواني أن الإقبال على الشراء يحدده في المقام الأول السعر، وهذا تمت مراعاته من قبل آبل، حيث قدمت أسعارا منافسة خلاف ما سبق إثارته عبر الشائعات في مواقع الإنترنت والذي توقع أن يكون سعره ما بين 4 آلاف ريال و6 آلاف ريال.
لكنه بعد إعلان قائمة الأسعار رسميا عبر الشركة الأم فيعني ذلك تحدد السعر ليكون ما بين ألفي ريال و3500 ريال، ويتوقع أنه سيسهم بقوة في الترويج لانتشار الهاتف.
يتبقى عامل الشكل الذي يعد الرهان الأول بالنسبة لكثير من المستخدمين فهم يرغبون بتجربته عمليا قبل اتخاذ قرار الشراء، حيث إن البعض منزعج من طول الجهاز ويرغبون عمليا التحقق عن مدى تكيفهم مع الحجم الجديد رغم تأكيدات آبل أن جهازهم هو أنحف وأخف هاتف ذكي في العالم.
وحول المواصفات يوضح عبد الحكيم السليمان أن آبل تتفوق عن بقية الهواتف المنافسة في صفاوة الشاشة بتقنية ريتينا والدقة عالية الوضوح، والسرعة في نقل البيانات والتصفح عبر تقنية الواي فاي WiFi وقوة استقبال تمثل ضعف أداء الإصدار السابق، كذلك طورت من تطبيق التقويم وجهات الاتصال، وأضافت آبل خدمة خرائط خاصة بشركة آبل بديلة عن خدمة خرائط جوجل التي في نظام التشغيل السابق، ويكفي أن الشركة الأم ولأول مرة كما هو موضح عبر موقعها الرسمي منحت المستخدم ضمانا لمدة سنتين على مكونات الهاتف مع الدعم الفني.
يشار إلى أنه من السهل على المشتري أن ينقل بياناته بالكامل والمخزنة في جهازه السابق عبر خدمة iCloud التي تنفذ الإجراء في فترة زمنية قصيرة أو عبر الطريقة التقليدية المعروفة بالاقتران عبر نظام آيتونز من الكمبيوتر الشخصي.