كتبها / سالم بن رزيق بن عوض :في صباح يوم الخميس السادس من الشهر الأول المحرم لعام ثلاث وثلاثين وأربعمائة للهجرة
صعدت روح أمي إلى بائها أسأل الله تعالى أن يغفر لها و أن يرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى آمين آمين
ضرب الحزن على تلك الــــــــــــــــروابـــــــي
وتعاييت مصاباً في مصــــــــــــــــابــي !
أحمل الهم الذي لا ينتهــــــــــــــــــــــــــــي
فوق أثقالي ! ملايين الحــــــــــــــــــراب
المدى يملأ أرجاء المــــــــــــــــــــــــــــــــــدى
والليالي أظلمت وجه الشهــــــــــــــاب
ضاقت الأنفاس في أنفاسهـــــــــــــــــــــــــــا
وبكت !! حتى تباريح الكتــــــــــــــــاب!
****
كان ــ يا أمي ــ لنا منزلنـــــــــــــــــــــــا
مصنع الإبداع ! عطري الخضـــــــــــــاب
كان فيه الدين ! كنـــــــا لوحـــــــــــــــــــة
زيّنتهـــــــا في المدى كل الصعــــــــاب
كم تباكينا على أمرٍ هنــــــــــــــــــــــــــا
وتضاحكنا على حفر التــــــــــــــــــراب
وتعاركنا على ألعابنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
ونسينا فيك آلام العــــــــــــــــــــذاب!****
كانت الأفراح في أفراحنـــــــــــــــــــــــــا
كان في منزلنا كل الرحــــــــــــــــــــاب
كان مضيافاً ! ينادي في المـــــــــــــــــــــدى
كان طهراً سابحاً فوق السحــــــــــــــــــاب
الندى في الأرض يعلو رأســـــــــــــــــــــه
وعلى كفيه أشكال الشــــــــــــــــــــــراب
وربيع العمر يطــــــــــــــري نفســــــــــه
سافراً ! بين أضابير الخوابـــــــــــــــــي!
****
ومشينا في الليالي وحدنـــــــــــــــــــــــــا
وضياء الأم من خلف الحجــــــــــــــــــــاب
يملأ الأرواح عزماً ونـــــــــــــــــــــــــــــدى
ترتوي من طهره حتى الهضـــــــــــــــــاب
ونجحنا في دُنــــــــا أُسرتنــــــــــــــــــــــا
وعرفناه نجاحاً في الشبــــــــــــــــــــاب
كلما أُصدَ بابٌ نحونــــــــــــــــــــــــــــــــا
فتحت باباً يؤدي نحو بــــــــــــــــــــــاب !!****
وأتى اليوم الذي أضحى بهـــــــــــــــــــــا
ليته أضحى سراباً في ســــــــــــــــــــراب
سافرت عنا إلى بارئهــــــــــــــــــــــــــــــــا
نحوه تعنو ملايين الرقــــــــــــــــــــــاب
ويذوب الكون في آلائــــــــــــــــــــــــــــــــه
آية الله سطور في كتـــــــــــــــــــــــــــاب
فصبرنا وصبرنا رحمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
نسأل الله لها حســـــــــــــــن الثــــــــواب !