إنها قصة عجيبة ومبهرة في ذات الوقت بطلها "وليام كامكوامبا" (William Kamkwamba) من ملاوي فكر وحاول فنجح وأبهر الدنيا، هذا الشاب من مالاوي هو شاب فقير معدم، كان ابن ال 14 عاما عندما استطاع أن يولد طاقة من الرياح لمنزله في دولة مالاوي.
ولد "ويليام" في 5 أغسطس 1987، في ملاوي، بأفريقيا، وهو بلد يعاني من الإيدز والفقر، وحاله مثل معظم الناس في قريته، يعتاش وأهله على المحاصيل الهزيلة التي يمكن أن تنمو هناك، وأصبح الوضع مزري عندما شهدت مالاوي أسوأ مجاعة منذ 50 عاما وذلك في عام 2002، وكافحت ملاوي من أجل البقاء،
على الرغم من أنه لم يكن في استطاعته الذهاب للمدرسة، واصل "وليام" التفكير، والتعلم، والحلم، مسلحاً بالعزيمة، والفضول، وعكف على وضع خطة جريئة لبناء طواحين الهواء التي يمكن أن تجلب لعائلته الكهرباء. فأول طاحونة هواء بناها هذا الشاب كانت تعلو خمسة أمتار، أنتجت طاقة كهربائية كافية لتشغيل عدة مصابيح كهربائية وجهاز راديو، ومن ثم بنى طاحونتي هواء لمجمع عائلته السكني، ستتعجب إذا عرفت أن هذا الشاب ترك المدرسة لعجز أهله عن تسديد النفقات، وفي يوم من الأيام ذهب الى إحدى مكتبات مدينته وقرأ كتاباً عن الطاقة الكهربائية، ومن هنا جاءت المحاولة ومن ثم النجاح في صناعة أول طاحونة هواء .
ومن ثم نشأ مشروع طواحين الهواء في مالاوي، هذا المشروع القومي المستوحى من قصة "وليام كامكوامبا"، ذلك الرجل البسيط الرائع والذي يقطن في شمال قرية نائية في دولة ملاوي ، ومن الجدير بالذكر أن هذا المشروع أصبح نواة لمشاريع التنمية الاقتصادية الريفية ومشاريع التعليم في ملاوي، سعياً لتحقيق أهداف المجتمع الاقتصادية والاستقلال الذاتي والتنمية المستدامة، وتوفير العناصر الهامة في المجتمع من الغذاء والمياه والصحة، والنجاح المدرسي.
واسترعى نجاح "وليام" في بناء طواحين الهواء على اهتمام الزوار من عدة كيلومترات بعيدة، كما تفقد المشروع الكثير من المؤسسات الصحفية مثل: (The Malawi Daily Times)، علاوةً على المدونين والمهندسين، ومشروع الصحة في مالاوي، ومدير برنامج مؤتمر تيد (TEDGlobal) العالمي الذي يجمع أفكار من المفكرين والمبدعين من جميع أنحاء العالم .
وفي صيف 2008، أكمل وليام دورة اللغة الانجليزية في معهد اللغة كامبريدج، بالمملكة المتحدة، وفي سبتمبر 2008، أصبح "وليام" واحداً من97 طالب افتتحوا أكاديمية القيادة الأفريقية، وهي مدرسة إعدادية لعموم أفريقيا مقرها بالقرب من جوهانسبرج، بدولة جنوب أفريقيا،و المدرسة تهدف إلى توفير الأكاديميين الصارمين للتدريب على القيادة وروح المبادرة وتعليم التصميم.
وأصبح "وليام" ملهماً فقد كتب سيرته الذاتية في كتاب، مع المؤلف المشارك (Bryan Mealer)، وكان الكتاب عن الولد الذي قام بتسخير الرياح: خلق تيارات من الكهرباء والأمل، لأول مرة في جميع أنحاء العالم، ليصبح هذا الشاب ليس ملهماً فحسب بل تجربة نجاح يتم روايتها لكل من لديه حلم وطموح بأنه سيصل يوماً ما إذا تشبس بالأمل والعزيمة.