تسابقت شركات تقنية عالمية، أخيراً، في طرح منتجاتها من الجيل الجديد من الشاشات التلفزيونية الذكية في الأسواق المحلية.
وتتمتع شاشات الجيل الجديد بمواصفات متطورة عدة، منها تغيير النماذج الاعتيادية لأجهزة التحكم التقليدية في الشاشات (ريموت كنترول) لتصبح عبارة عن أجهزة ذكية تعمل بأزرار معدودة وكرة تحكم دوارة تشبه الموجودة في «ماوس» الحاسب الآلي، فضلاً عن إمكانية التحكم بخصائص الشاشة عبر إلقاء الأوامر الصوتية أو عن طريق حركة اليد، كما جرى دعم استخدام «الحوسبة السحابية» لتخزين البيانات والصور والمرئيات، إضافة إلى دعمها الترابط مع الهواتف الذكية والحواسب اللوحية «تابليت».
يشار إلى أن أجهزة الجيل السابق من الشاشات الذكية كانت تقتصر على دمج مميزة استخدام الإنترنت في الشاشة.
وتسعى الشركات من خلال الجيل الجديد للشاشات الذكية إلى تعزيز حصصها في السوق في هذا القطاع الحديث نسبياً، بعد أن شهد قطاع الشاشات المسطحة التقليدية (إل سي دي) و(بلازما) تشبعاً نسبياً من حيث عدد الشركات المنافسة.
وتفصيلاً، طرحت شركة «سوني» شاشة ذكية تدعم الترابط اللاسلكي مع الهواتف الذكية وأجهزة «تابليت» لعرض الصور والفيديو.
وتلا ذلك طرح شركة «سامسونغ» قبل نحو شهرين شاشات توفر نظام «التفاعل الذكي»، الذي يغني عن استخدام «ريموت كنترول» ويتيح للمستهلكين التحكم في الشاشة واستخدام الإنترنت عبر الأوامر الحركية أو من خلال التعرف إلى الوجه أو الأوامر الصوتية، إذ يمكن للشاشة التعرف إلى 26 لغة تشمل «العربية»، وتتضمن الشاشات كذلك تقنية «فاميلي ستوري» القائمة على الحوسبة السحابية، وتتيح للمستخدمين تبادل المحتوى مثل الصور والرسائل ورسائل التذكير على لوحة إعلانات افتراضية، ويمكن الوصول إلى هذه الخدمة من خلال أجهزة عدة من «سامسونغ»، تشمل التلفزيونات والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وحتى الكمبيوترات الشخصية، إضافة إلى تمتعها بميزة «فيتنس» التي توفر للمستهلكين مجالات استخدام الرياضة، إذ تعمل الكاميرا الأساسية الموجودة في التلفزيون على تقسيمه إلى شاشتين لتوفير مرآة افتراضية تتيح للمستخدمين مراقبة تمريناتهم المعتادة إلى جانب إمكانية الربط الشبكي مع برامج رياضية على هواتف «سامسونغ» أو الربط اللاسلكي مع أجهزة لقياس الوزن لمتابعة متغيراته عبر برمجيات متخصصة، مع توفير خدمة للأطفال تتيح واجهة استخدام تعليمية وترفيهية على الشاشة لهم مع توفير ميزة مراقبة الوالدين للاستخدام.
وأطلقت شركة «إل جي» شاشات ذكية، منها ما يتيح تحويل المواد المرئية بين تقنيتي الأبعاد الثلاثية والثنائية، إلى جانب توفيرها أجهزة التحكم الذكية تحتوي كرة تشبه الموجودة في «ماوس» الحاسب الآلي للتحكم في جميع خصائص الشاشة، سواء التنقل بين القنوات أو بين مواقع الإنترنت، أو استخدام التطبيقات المختلفة المتوافرة في الشاشة.
وقال المدير العام للتسويق في شركة «سوني الخليج»، ماثيو مطاي، إن «التقنيات الحديثة المطروحة تعبر عن توجه السوق نحو التحول إلى جيل جديد من الشاشات التي تلبي مختلف حاجيات المستهلكين»، وأضاف «الشركة ستطرح شاشات جديدة خلال الفترة المقبلة»، موضحاً أن «الشركة تسعى إلى رفع حصتها في سوق الشاشات الذكية في منطقة الخليج العام الجاري لتصل إلى 25٪، مقارنة بـ20٪ العام الماضي».
وأشار مطاي إلى أن «الشركة طرحت خلال فبراير الماضي منتجاً مبتكراً عبارة عن عارض شخصي ثلاثي الأبعاد، موديل (إتش إم زد ــ تي 1)، وهو جهاز عرض متوافق مع تقنية الأبعاد الثلاثية، وتم تصميمه بحيث يمكن ارتداؤه على الرأس، وهو مجهز بشاشتي (أو إل إي دي) ونظام محاكاة صوتية محيطية (5.1)».
من جانبه، اعتبر مدير قسم التلفزيون في شركة «إل جي الخليج»، جيمس كيم، أن «المنافسة المقبلة بين الشركات المصنعة للجيل الجديد من الشاشات الذكية ستعتمد على توفير القيمة المضافة، التي من المتوقع أن تغير من الأشكال النمطية التقليدية للشاشات»، موضحاً أن «الشركة طرحت شاشات ذكية يمكن التحكم بتطبيقاتها وخصائصها عبر جهاز تحكم ذكي باستخدام مؤشر مدمج فيه».
بدوره، قال المدير العام لأعمال قسم التلفزيونات في «سامسونغ الخليج»، فينود ناير، إن «الشركة طرحت شاشات ذكية جديدة، تتنوع قياساتها بين 40 و55 بوصة وبأسعار تراوح بين 6600 و13 ألف ريال، تتيح للمستخدمين عدداً من الميزات التفاعلية، مثل سرعة تصفح المحتوى الإلكتروني عبر واجهة استخدام أكثر ذكاء ووسائل تحكم أسهل، إضافة إلى التحكم بالشاشات ووظائفها عبر الأوامر الحركية والصوتية أو التعرف إلى وجه المستخدم»، مشيراً إلى أنه «من خلال الإشارة باليد، على سبيل المثال، يمكن للمستخدم التحكم بمستوى الصوت والتبديل بين القنوات والتصفح واختيار رابط أو محتوى عبر متصفح الإنترنت».