لقد عرف الانسان شجرة الزيتون منذ اقدم العصور ، فاستغلها خير استغلال وخصتها الكتب السماوية برفيع الذكر ، فاقسم الله بها في كتابه الكريم وقدسها الاقدمون وتباركوا بعصيرها بطقوسهم الدينية سواء في عهد الوثنية او بعدها .
بسبب قدسية هذه الشجرة لم تقطع اوتجز الا في حالة هرمها او مرضها ، وتصنع من اخشابها المفروشات الجميله وأدوات المائده ، كذلك تستعمل الأخشاب لبناء البيوت والواجهات الواسعه المفتخره .وتصنع منها وبفن ادوات مختلفه تزين بيوتنا.
الاغصان والاوراق :منذ اقدم الازمان وغصن الزيتون شعار من شعارات السلام ، وبشير من بشائر الامان ، وما زالت شعوب الارض تتناقل هذا الرمز المأخوذ من قصه نوح، جيلاً بعد جيل حتى جعلته الامم المتحده شعارها . كذلك تستعمل الاغصان للزينه فاستعملها المسيحيون لتزيين
شموع اطفالهم في احد الشعانين ، اما اليهود فيستعملون اغصان الزيتون لبناء العرش في عيد المظله . اما اغصان الزيتون اللينه فتصنع منها سلال حتى يومنا هذا في العيد من القرى العربيه .
اما اوراق شجر الزيتون فاستعملت كغذاء للحيوانات ، واليابسه منها للتدفئه والكتابه .
ثمرة الزيتون :بعد كبس الزيتون يؤكل مع العديد من انواع الطعام الشهيه ، فيعطي الوجبه نكهه لذيذ وطعماً ذكياً ويفتح شهيه الانسان .
استعملت بذور الزيتون للزينه فصنعت منها السابح والعقود الجميله هنالك استعمال اخر لبذور الزيتون وهو تسكين اوجاع الاسنان .
فعند الاحساس بوجع اسنان ناخذ بذور الزيتون ونسخنها ونضعها على الاسنان ويذكر ان هذه الوصفه كانت تشفي الاسنان .
الجفت:هو بقايا الزيتون بعد عصره حيث استعملت في السابق كوقود وما زال القرويون يستعملونها وقوداً في افرانهم للطبيخ وللتدفئه ويستعمل الجفت لاستخراج زيوت بنوعيه رديئه لصناعه الصابون .وقد وضعته النساء تحت الدجاجه الحاضنه ، لكنه لم يكن سماداً للارض ولا علفاً للدواب .
الزيتمن المؤسف له انه في عصرنا الحالي ، عصر الاله ، اهملت هذه الشجره التراثيه المباركه بالرغم من فوائدها الكثيره ، الجمه واستعمالاتها
المتشعبه . فمنها الغذائيه والعلاجيه والنفسيه والدينيه ، استعمل الزيت قديماً في الطقوس والاجتماعات الدينيه الهامه كمسح راس الملك مثلاً ، او الكاهن ومسح الادوات الديني ، وتقديم الضحايا ، وكانوا يذيبون به انواع مختلفه من العطور ، في حين انه في ايامنا تقوم الكحول بهذه الوظيفه .اما مزيج الزيت والحامض فاستعمل كدواء للقمل ، وقد كان الزيت وقود سراجنا وبزيت القلي اشعلنا وقود نارنا من الحطب ، وانتج من زيت الجفت العكر الصابون يستعمل زيت الزيتون كمادة رئيسيه لوجباتنا الشعبية، ويمتاز عن غيره من الادهان والزيوت، بصفات كثيره تعود على الانسان بالصحه والعافيه، فهو اسهل هضماً من جميع الزيوت الاخرى ، وهو من خير الادويه الكبديه التي عرفها الانسان من اقدم العصور ، يستعمل في حالات الامساك والتشنج المعوي ونظراً لغنى الزيت بالفيتامين ـE ـ فهو مخصب، مقو للنسل ، كما يفيد المسنين في منحم القوة الجنسية . ويدخل الزيت في تركيب كثير من المراهم والمروضات المقوية للجلد والعضلات كما تحل به بعض الادويه التي تستعمل كقطرات للانف والاذن . وباختصار ففي زيت الزيتون نار ، ونور
ودواء ، وغذاء 0
موسم قطف الزيتون
اعتبرت العائلات العربيه موسم قطف الزيتون حدث اجتماعي هام ، بالاضافه لكونه مصدر رزق ومدخول مادي .ففي موسم الزيتون تعطل المدارس ، والاعمال القروية وكثيرا من العمال لا يذهبون لاعمالهم في هذا الموسم.