اكدت دراسة حديثة متخصصة أن الاسترخاء العضلي من شأنه خفض حالة القلق لدى طالبات المرحلة الثانوية داعية الى تعلم مهارات الاسترخاء واستثماره لدقائق معدودة يوميا بوصفه أسلوب علاج ذاتي وفي ضبط حالات القلق الفعلي او مواقف حياتية مثيرة للقلق كالاختبارات او التعامل مع الاخرين.
وقالت معدة الدراسة أستاذة علم النفس بجامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان دراستها شملت عينة ضمت عشرات من طالبات المرحلة الثانونية
(بين 13 و19 عاما) وعنيت بالتعرف على مدى فاعلية اسلوب الاسترخاء العضلي فى خفض حالة القلق خصوصا لدى طالبات المرحلة الثانوية. واضافت الحويلة ان للقلق في علم النفس
"مكانة مهمة" باعتباره المفهوم المركزي في علم الامراض النفسية والعرض الجوهري المشترك في الاضطرابات النفسية والامراض العضوية واكثر فئاته شيوعا وانتشارا ويمثل بين 30 و40 في المئة
من الحالات التي تعاني الاضطرابات العصبية والسمة المميزة لكثير من الاضطرابات السلوكية. وعن
تعريف القلق أفادت بأنه "شعور عام بتوقع الخوف والتحفز والتوتر تصاحبه بعض الاحاسيس الجسمانية خصوصا زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاارادي وهو انفعال غير سار وشعور مكدر بتهديد متوقع أو بعدم الراحة وخبرة ذاتية تتسم بمشاعر الشك والعجز والخوف من شر مرتقب لا يوجد له مبرر موضوعي.
واشارت الى اهمية التأثير السلبي للقلق المرضي على الافراد وعلى ما يقومون به من اداء "
حيث اظهرت الدراسات التي شغلت علماء النفس منذ نصف قرن تقريبا ان القلق يؤثر سلبا او ايجابا على اي اداء يقوم به الفرد ويعد محركا اساسيا لانواع عديدة من السلوك السوي والمرضي فمستويات القلق المرتفعة الزائدة عن الحد تعوق الاداء فيما مستوياته المتوسطة تسهله"
. وقالت الحويلة ان القلق من المشكلات التي يمكن ان تؤثر على القدرات العقلية للانسان عموما وعلى المراهقين خصوصا بما يشتت تفكيرهم ويجعلهم متوترين غير متزنين ويؤثر على قدرتهم على التفكير او التحصيل الدراسي باختلاف درجة القلق ونوعه.
ومن ناحية المظاهر والاعراض الاكلينيكية للقلق اشارت الى العديد من الاعراض النفسية والجسمانية للقلق ومن النفسية التوتر والاهتياج العصبي وشرود الذهن وتجنب المواقف الاجتماعية ومن الجسمانية اعراض مرتبطة بجهاز القلب الدوري والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز العضلي.
واكدت تأثير القلق على التحصيل الدراسي الذي يعد من المؤشرات المهمة "التي نحكم بها على المراهقين في مجتمعنا بالنجاح او الفشل وهناك الكثير من العوامل التي من شأنها ان ترفع مستوى القلق لدى المراهقين الى الدرجة التي تعوقهم عن التحصيل الدراسي والنجاح في الحياة".
واستطردت قائلة ان استجابة الاسترخاء بما انها تتناقض مع استجابة التوتر فان للاسترخاء فوائد عديدة ومتنوعة اهمها التخلص من المشكلات المرتبطة بالتوتر النفسي كالصداع النصفي والارق وارتفاع ضغط الدم والارهاق الناشئ عن النشاط العقلي المستمر.
وذكرت الحويلة ان الاسترخاء يعد أسلوبا وقائيا يعمل على خفض احتمال حدوث الاضطرابات المرتبطة بالتوتر ويؤدي الى تحسن في أداء المهارات الجسمانية والاجتماعية والمهنية في وقت يساعد الشعور بالاسترخاء على ان يفكر الفرد بطريقة عقلانية ويصبح اكثر وعيا للتوتر من خلال تعلم اجراءات شد عضلات الجسم وارخائها.
واستعرضت العديد من انواع الاسترخاء كالاسترخاء العميق والاسترخاء الموجز والاسترخاء المتدرج والسيطرة المتولدة ذاتيا والاسترخاء العصبي العضلى التأثري (القابل للتأثيرات الخارجية) والاسترخاء المتباين (المتفاوت) والاسترخاء السريع والاسترخاء المصغر.
ورأت ان اهمية الدراسة المعنونة (مدى فاعلية الاسترخاء العضلي في تخفيض القلق لدى طالبات الثانوي) متأتية من اهمية مرحلة المراهقة التي تعد من المراحل المفصلية في حياة الانسان وتتوسط مرحلتي الطفولة والشباب ولها ابلغ الاثر فى حياة الفرد. واكدت أهمية ودور تدريبات الاسترخاء
العضلي بخفض القلق لدى الطالبات الكويتيات في مرحلة الدراسة الثانوية "لما يمكن أن تتسم به هذه المرحلة الدراسية المهمة من قلق الامتحان والخوف من الفشل".
وعن الاهمية التطبيقية اعتبرت انها تكمن "بناء على الدراسة في اعداد تسجيل صوتي لتدريبات الاسترخاء العضلي ملائم للبيئة الكويتية ويخدم فئة طالبات الثانوي ويهدف الى تخفيض حدة القلق لديهن وفتح المجال أمام استخدام هذه التدريبات على مدى اوسع في دراسات تالية واعداد مقياس للاسترخاء وهو غير متاح باللغة العربية حاليا".
وقالت الحويلة ان دراسة ظاهرة القلق لدى طالبات الثانوي في الكويت هي امتداد لبعض دراسات القلق وآثاره النفسية خصوصا بعد الغزو الصدامي عام 1990 مبينة انه من الطبيعي ان يصاب كل فرد بحالات من القلق فى فترات معينة من حياته قد يكون له جوانب ايجابية في دفع المرء لمزيد من النجاح.
واشارت الى ان القلق في حالات اخرى عندما يزيد عن حده الطبيعي فانه يأخذ شكلا مرضيا يؤثر سلبا على الاتزان الانفعالي والاجتماعي للفرد فيؤثر سلبا على مستقبله وهنا تكمن الخطورة.
مُوفقيـن